في أول تصريحاته بعد انتخابه رئيسًا للجمهورية اللبنانية، شدد جوزيف عون على أهمية بناء الدولة على أسس العدالة والمساواة، مؤكدًا أن لبنان يمر بمرحلة حرجة تتطلب توحيد الجهود لتحقيق نهضة شاملة.
وفي خطوة تعكس عمق العلاقات اللبنانية-السعودية، أعلن مكتب الرئاسة اللبنانية، أن المملكة العربية السعودية ستكون الوجهة الأولى للرئيس الجديد في زياراته الخارجية.
بناء الدولة على أسس العدالة
أوضح عون، أن مهمته كرئيس للجمهورية ليست العمل في السياسة التقليدية، بل إعادة بناء الدولة على ركائز قوية.
وقال: “الدولة لا تقوم إلا على العدالة والمساواة بين جميع المكونات التي يجمعها هوية واحدة. هذه مسؤولية كل لبناني، بغض النظر عن مركزه أو طائفته”.
كما أشار أن لبنان يمتلك قدرات بشرية وإمكانات ضخمة تُعد أثمن من أي ثروات طبيعية، داعيًا إلى استغلال هذه الموارد بعقلانية ونوايا صافية تخدم مصلحة الوطن بدلاً من المصالح الشخصية.
تعزيز الثقة مع الخارج
أعرب الرئيس عون عن أمله في تشكيل حكومة جديدة بسرعة لتمكين لبنان من استعادة ثقة المجتمع الدولي، قائلاً: “لدينا فرصة عظيمة، ويجب أن نستفيد منها عبر التعاون والعمل المشترك. علينا أن نستعين بمساعدة الخارج، ولكن دون أن نستقوي به على الداخل”.
وأكد على أهمية بناء علاقات متوازنة مع الدول العربية، مشددًا على أن لبنان هو جزء لا يتجزأ من هويته العربية.
زيارة السعودية: عمق العلاقات اللبنانية-السعودية
كشف مكتب الرئاسة اللبنانية، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وجه دعوة رسمية للرئيس جوزيف عون لزيارة المملكة، وأكد عون أن هذه الزيارة تأتي تقديراً للدور التاريخي الذي تلعبه السعودية في دعم لبنان ومساندته، قائلاً: “السعودية ليست فقط شريكاً استراتيجياً، بل دعامة أساسية للاستقرار والتعاضد العربي.
تُعد هذه الزيارة إشارة واضحة إلى رغبة القيادة اللبنانية في تعزيز التعاون مع الرياض كجزء من سياسة إعادة بناء جسور الثقة مع المحيط العربي والدولي.
أولويات المرحلة المقبلة
ويبدأ عون مطلع الأسبوع المقبل استشارات مع النواب لاختيار رئيس جديد للحكومة، وهو أمر ضروري للخروج من المأزق السياسي الذي طال أمده.
وأكد في خطاب أدائه القسم، أن المرحلة المقبلة ستكون بداية جديدة للبنان، تتسم بتوازن في السياسة الخارجية واستنهاض الاقتصاد الوطني.
انتخب البرلمان اللبناني جوزيف عون رئيساً للجمهورية، الخميس، بعد أكثر من عامين من شغور المنصب، حيث حصل على 99 صوتًا من أصل 128.
تأتي هذه الخطوة في ظل أزمات سياسية واقتصادية خانقة تعصف بالبلاد، وسط آمال بأن يتمكن الرئيس الجديد من تحقيق التغيير المنشود.
يُنتظر من عون أن يواجه تحديات كبيرة في تعزيز الاستقرار السياسي وتحقيق إصلاحات اقتصادية شاملة، مع التزامه بتوحيد الصفوف الداخلية وتعزيز الشراكات الإقليمية
