ذات صلة

جمع

من قيادة الجيش إلى رئاسة لبنان.. من هو الجنرال جوزيف عون؟

بعد أكثر من عامين من الجمود، توافقت أغلب القوى...

تسريبات من اجتماع سري لنتنياهو.. إسرائيل تخطط لتقسيم سوريا إلى مقاطعات

مع التوغلات الإسرائيلية في سوريا، زادت طموحات تل أبيب...

جوزيف عون رئيسًا للبنان.. تحديات جسيمة وأولويات ملحّة

في لحظة محورية من تاريخ لبنان السياسي، انتخب البرلمان...

قبل ساعات من اختيار البرلمان.. من أبرز المرشحين لرئاسة لبنان؟

يترقب العالم غدًا الخميس الجلسة الحاسمة لمجلس النواب اللبناني...

من قيادة الجيش إلى رئاسة لبنان.. من هو الجنرال جوزيف عون؟

بعد أكثر من عامين من الجمود، توافقت أغلب القوى السياسية اللبنانية على اسم قائد الجيش الحالي جوزيف عون، ليكون رئيسًا للجمهورية اللبنانية، خلفًا للعماد ميشال عون الذي انتهت ولايته في 30 أكتوبر 2022.

وذلك بعد فشل في التوافق عليه لأكثر من عامين، أصيبت فيها الدولة بالجمود السياسي والانهيار الاقتصادي، لذا ينهي ذلك القرار هذه الحالة ويبشر بدرجة من الاستقرار لبلد يعاني من أعنف حرب له منذ عقود.

جوزيف عون رئيسا للبنان

وحصل عون على 99 صوتًا في الدورة الثانية للتصويت، خلال جلسة عقدها مجلس النواب اللبناني، اليوم الخميس، بحضور جميع النواب البالغ عددهم 128 شخصًا.

وبهذا يكون جوزيف عون الرئيس الرابع للبنان الذي ينتقل من منصب قائد الجيش مباشرة إلى رئاسة الجمهورية، إذ تكثّفت الاجتماعات والمشاورات بين القوى السياسية خلال الساعات الأخيرة من جلسة الخميس، بهدف التوصل الى “توافق” حول قائد الجيش، على وقع ضغوط خارجية لسد الفراغ الرئاسي، في بلد متعدّد الطوائف والأحزاب لا يضمّ برلمانه أكثرية واضحة ويصل الرئيس فيه إجمالًا بموجب تسويات سياسية.

وكان اسم جوزيف عون برز في الأيام الأخيرة على أنه المرشح الأكثر حظًا، ويحظى بموافقة أطراف خارجية، مثل الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا.

البداية والنشأة

ولد جوزيف خليل عون في عام 1964 في قضاء المتن، لعائلة تنحدر من بلدة العيشية جنوب لبنان، وهو ينتمي للطائفة المسيحية المارونية.

حصل عون على إجازة في العلوم السياسية، اختصاص شؤون دولية وإجازة في العلوم العسكرية، ويتقن اللغتين الفرنسية والإنكليزية، وشارك في دورات تدريبية داخل لبنان وخارجه. 

ثم انضم إلى الجيش اللبناني عام 1983 من باب التطوع كتلميذ ضابط في الكلية الحربية وتخرج برتبة ملازم، وتدرج في المناصب العسكرية حتى تمت ترقيته عام 2013 إلى رتبة عميد ركن لكفاءته في عمله، وفي عام 2017، تولى قيادة الجيش اللبناني ليصبح بذلك قائد الجيش اللبناني الرابع عشر وحظي برتبة عماد.

الانضمام للجيش اللبناني

ومن المعارك التي شارك فيها الجيش اللبناني إبان قيادته للجيش هي معركة فجر الجرود التي خاضها الجيش ضد التنظيمات الإرهابية.

توّلى مسؤولية المؤسسة العسكرية عام 2017، أمضى حياته في الوحدات العملانية منفذاً المهمات الميدانية، بخبرة وكفاية.

وبعد أشهر قليلة على تسلمّه القيادة، أطلق عون في آب 2017 “معركة فجر الجرود” ضد التنظيمات الإرهابية في جرود عرسال والقاع، وحقق الانتصار الأبرز في بداية عهده قائدًا.

واستطاع عون الحفاظ على المؤسسة العسكرية التي بقيت واحدة من المؤسسات القليلة الصامدة في وجه الانهيار، إضافة إلى جعلها صمام أمان يعطي الأمل بأن لبنان قادر على الخروج من أزماته.

وحافظ عون على علاقاته بمختلف الأطراف، واستطاع أن يبعد الجيش عن الزواريب السياسية، لذا يحظى بتأييد كتل نيابية وسياسية فاعلة رغم عدم اعلان البعض موقفه منه بشكل واضح، واعتراض من “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” عليه، إلا إنه يحظى بدعم أميركي واضح.
 

جهوده من أجل الجيش

تمكن من ضبط الشارع اللبناني، وتمكن الجيش في فترة قيادته من ضبط أحداث واشتباكات عديدة، وأنه خلال فترة قيادته للجيش حافظت المؤسسة العسكرية على توازنها واستقرارها رغم الانهيار الاقتصادي الذي عصف بالبلاد على مدى السنوات الماضية، واستمرت في الحصول على المساعدات الأمريكية.

وخلال هذه الفترة، عانى الجيش اللبناني كذلك من الأزمة الاقتصادية، بعد أن خسرت العملة الوطنية اللبنانية قيمتها بشكل غير مسبوق، إذ اعتمد عون على المساعدات الخارجية لحل مشكلات الجيش، وبشكل خاص من الولايات المتحدة.

وعلى إثر ذلك، تعرّض عون لانتقادات بسبب قبول الجيش مساعدات أمريكية لدفع أجور العسكريين بعد خسارة جزء كبير من رواتبهم، وردًّا على ذلك، قال جوزيف: إن “الشعب جاع… والعسكري أيضًا يعاني ويجوع”، مؤكدًا أنه “لولا المساعدات لكان الوضع أسوأ بكثير”.

كما تمكن من الحفاظ على استقرار مؤسسته التي تعد حجر الزاوية في الحفاظ على الأمن اللبناني والنأي بها عن الانقسامات التي تتصدر المشهد السياسي في لبنان.

وعلى الرغم من أنه كان من المقرر أن يحال عون للتقاعد في العاشر من يناير الجاري؛ إلا أن البرلمان اللبناني اتخذ قرارًا بالتمديد له لمدة عام لتجنب الفراغ في السلطة العسكرية.

أول تعليق بعد الانتخاب

وفي أول تصريح له بعد انتخابه، تعهد الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون بإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في الجنوب اللبناني، والضاحية الجنوبية لبيروت.

وأكد عون، بحسب ما نشرته الوكالة الوطنية للإعلام، أنه “إذا أردنا أن نبني وطنًا، فإنه علينا أن نكون جميعًا تحت سقف القانون والقضاء”، مؤكدًا أن “التدخل في القضاء ممنوع، ولا حصانات لمجرم أو فاسد، ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال”.

وتابع: أن ” هو من عمر التاريخ، وصفتنا الشجاعة، وقوتنا التأقلم، ومهما اختلفنا فإننا عند الشدة نحضن بعضنا البعض، وإذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعًا”.

وقال: “عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا، وليسمع العالم كله، أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق، ووثيقة الوفاق الوطني، وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات”.

كما أضاف الرئيس اللبناني المنتخب، أن “لدينا فرصة تاريخية لإعادة العلاقات مع سوريا”، مؤكدًا أهمية التعاون مع سوريا لضبط الحدود من الجانبين، وفق وكالة “رويترز”.