شهدت منطقة سد تشرين في ريف حلب قصفًا مكثفًا من قبل القوات التركية، مما ينذر بتداعيات خطيرة على المستويات الإنسانية، البيئية، والعسكرية.
تأتي هذه التطورات في ظل توتر متصاعد بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، وسط انقسامات إقليمية ودولية حول مستقبل المنطقة.
اشتباكات عنيفة بين قسد وقوات تركية
تجري اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل الموالية لتركيا مستمرة غربي نهر الفرات، وذلك بعد تقدم قسد في محور سد تشرين والسيطرة على عدة قرى في محيط السد.
وتعرضت قرية قزعلي في الريف الغربي لمدينة تل أبيض والصوامع الموجودة فيها، بعد منتصف ليل الثلاثاء، لقصف مدفعي من قبل الفصائل الموالية لتركيا، بالتزامن مع قصف بالمدفعية لقرية تل الطويل في الريف الغربي لمدينة تل تمر.
وشهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل الموالية لتركيا.
التداعيات الإنسانية
وفي ظل ذلك، أعلنت الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا عن تعطل سد تشرين، من جراء استهدافه من قبل قوات تركية وفصائل موالية لها.
كما أنه مع تدهور الوضع الأمني، يزداد القلق من تأثير الهجمات على البنية التحتية الحيوية في المنطقة؛ مما يزيد من معاناة السكان والمناطق المجاورة الذين يخشون من تداعيات تدمير السد على حياتهم اليومية.
وحال تنفيذ تلك الضربة التركية لسد تشرين، ستؤدي إلى تداعيات إنسانية كبرى، حيي توجد احتمالية نزوح واسع للسكان نتيجة تدمير البنية التحتية وتزايد الاشتباكات، وتهديد مباشر للأمن الغذائي والمائي بسبب تضرر السد الذي يُعد مصدرًا حيويًا للطاقة والمياه.
كما أكدت تقارير إعلامية استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن مقاطعتي منبج والفرات في إقليم شمال وشرق سوريا بعد خروج سد تشرين عن الخدمة جراء الاشتباكات هناك.
التداعيات البيئية
فيما أنه يوجد خطر فيضان محتمل إذا تعرض السد لأضرار جسيمة، مما يهدد القرى المحيطة، ما سيؤثر سلبًا على الزراعة والبيئة المحلية.
كما تسبب هذا التصعيد العسكري في قلق شديد بشأن سلامة سد تشرين، الذي يُعد منشأة حيوية توفر المياه والطاقة لمنطقة واسعة في سوريا، ووفقًا لمصادر محلية، فإن القصف المستمر قد يؤثر بشكل كبير على بنية السد وقدرته على توفير الموارد الأساسية للسكان.
وكانت تقارير تحدثت أنه وفي ظل تصاعد التوترات العسكرية في شمال شرق سوريا بات سد تشرين يواجه مخاطر غير مسبوقة نتيجة النزاعات المسلحة التي تركزت مؤخرًا حول مدينة منبج القريبة منه، وهو ما يثير المخاوف حول استمرارية عمل السد الذي يعد من أهم شرايين الحياة في المنطقة وسط تحذيرات من تداعيات قد تؤثر على أدائه وخدماته الحيوية.
ورفضت بعض مجموعاتها الخروج من السد في البداية وقامت بتخريب خزانات الكهرباء قبيل انسحابها الكامل، لذا فإن تلك الأعمال التخريبية زادت من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة وأخرت دخول فرق الصيانة إلى السد.
التداعيات العسكرية
بينما التصعيد المحتمل في الاشتباكات بين القوات التركية وقوات قسد، يغير موازين القوى على الأرض، ما يثير احتمال تدخل أطراف دولية بشكل أوسع، مثل الولايات المتحدة وروسيا.
وكل ذلك من شأنه تعميق الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة بشأن دعم قوات قسد، فضلًا عن تأثير القصف على محاولات تحقيق استقرار سياسي في سوريا.