ذات صلة

جمع

بين تهديد حوثي وتصعيد إسرائيلي.. كيف سيكون مصير آخر أذرع إيران في المنطقة؟

بعدما وجهت إسرائيل ضربات قوية لحزب الله اللبناني، وجهت...

حرب السودان.. عام جديد من الصراع وأرقام تعكس حجم المأساة

مع دخول عام جديد من الحرب في السودان، تتزايد...

بين تهديد حوثي وتصعيد إسرائيلي.. كيف سيكون مصير آخر أذرع إيران في المنطقة؟

بعدما وجهت إسرائيل ضربات قوية لحزب الله اللبناني، وجهت طائراتها نحو ميليشيات الحوثي باليمن، لتقطع أذرع إيران وتنهي آخر أوراقها في منطقة الشرق الأوسط، بعد سلسلة الخسائر التي تكبدتها.

وفي ظل الهجمات المتواصلة من الحوثيين على إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة، وتصاعد الاتهامات الدولية ضد إيران بزيادة مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، تبدو السيناريوهات العسكرية المستقبلية متعددة ومعقدة.

وعيد وتصعيد إسرائيلي

وكشف مصدر لهيئة البث الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي يدرس هذه الأيام شن هجوم واسع على الحوثيين في اليمن، وعقب انتشار تلك الأخبار هدد الحوثيون باستهداف المصالح الأميركية في المنطقة في حال تعرضهم لهجوم أميركي إسرائيلي.

وأعلن مصدر إسرائيلي، أن الجيش الإسرائيلي يفكر في شن هجوم آخر، وهو الرابع من حيث العدد، ضد الحوثيين في اليمن.

وأضاف: أن القوات الجوية والجيش الإسرائيلي وجناح العمليات يعدون خططا أكثر عدوانية، ويعملون أيضا على زيادة عدد الأهداف في جميع أنحاء اليمن.

أتى هذا بعدما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، أنه طلب من الجيش تدمير البنى التحتية التابعة للحوثيين، وأطلق نتنياهو تحذيرات جديدة للحوثي قبل أيام، أكد فيها أن كل من يمس إسرائيل سيدفع ثمناً باهظاً للغاية، وفق كلامه.

كما وجه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الاثنين، تهديدًا للحوثيين، حيث أكد على نية بلاده ضرب “البنية التحتية الاستراتيجية” للحوثيين و”قطع رؤوس قادتهم”.
وأوضح، أنه سيتم اتخاذ إجراءات مشابهة لتلك التي تم تنفيذها في غزة ولبنان، في صنعاء والحديدة.

وفي وقت سابق، طالب رئيس الموساد الإسرائيلي، دافيد برنياع، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتحرك العسكري المباشر ضد إيران، معتبرًا أن الهجمات على الحوثيين وحدها لا تكفي، لأن توقف نشاط الحوثيين غير مضمون حتى بعد ضربهم.

كما أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر تعليماته للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالسعي إلى تصنيف الحوثيين في اليمن كمنظمة “إرهابية”، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.

تهديد حوثي ودعم إيراني

ومن ناحيتها، حذر عضو المجلس السياسي للجماعة، محمد علي الحوثي -في كلمة مصورة بثها عبر منصة “إكس”- “الأميركيين من استهداف اليمن”، مشددًا على أن قواته ستضرب المصالح الأميركية في الشرق الأوسط بلا أي خطوط حمراء.

وأعلن أنه إما أن يتوقف العدوان على غزة واليمن، أو أن الحوثيين سيستهدفون أي هدف أميركي حساس يمكن أن يوصل رسالتهم.

كما وجهت الحوثي جميع المشافي العامة والخاصة في المناطق التي تسيطر عليها إلى رفع الجاهزية في جميع أقسامها تحسبًا لأي طارئ.

وجاء ذلك، بعدما شنت المقاتلات الإسرائيلية 16 غارة على مناطق مختلفة في صنعاء والحديدة، طالت محطات للطاقة وميناءي رأس عيسى والصليف بمدينة الحديدة.

وفي المقابل، رد الحوثيون على تلك التهديدات، مؤكدين أن الهجمات والضربات لن تثنيهم عن الرد ومواصلة دعم قطاع غزة.

لذا سارعت إيران إلى الاطمئنان على الجماعة الحوثية وشَدّ أزرها إثر الضربات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة التي استهدفت الحديدة وصنعاء، فيما أكدت الجماعة مُضيّها في التصعيد، واستمرار الهجمات، وعدم تأثر قدرتها العسكرية.

وجرت عملية الاطمئنان، عبر اتصال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بوزير خارجية الجماعة الحوثية، جمال عامر، في وقت تتصاعد فيه المخاوف في طهران من خسارة أهم أذرعها بالمنطقة عقب خروج حزب الله اللبناني من المعادلة وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

السيناريوهات المتوقعة

ويرى مراقبون، أن إسرائيل باتت بعد قضائها على قدرات كبيرة لدى حزب الله في لبنان، فضلاً عن حماس، أكثر استعدادًا وتصميماً على ضرب الحوثيين.

وقد أعلنت بالفعل صراحة أكثر من مرة أنها “قضت على كافة أذرع إيران في المنطقة، ولم يبق سوى الحوثيين”، لتكررها اليوم أيضاً.

فيما أكد محللون سياسيون، أن طهران، التي عادة ما تتبع سياسة “الصبر الاستراتيجي” تجاه إسرائيل، ستستمر في هذا النهج رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في المنطقة، خصوصًا مع العمليات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت الداخل الإيراني في محاولات لضرب برنامجها النووي، ورغم هذه الضغوط، لا يبدو أن إيران مستعدة للانخراط في مواجهة مباشرة مع إسرائيل في الوقت الراهن.

بينما إسرائيل قد تسعى إلى تحقيق أهداف محدودة في الوقت الحالي، مستفيدة من الفراغ الذي نشأ بين فترة مغادرة الإدارة الأمريكية السابقة وقدوم الإدارة الجديدة، وهو ما قد يؤدي إلى ضغوط إضافية على الأطراف المتنازعة في المنطقة. ولكن، حذر من أن هذه الحسابات قد تؤدي إلى إشعال حرب غير متوقعة.