ذات صلة

جمع

حرب السودان.. عام جديد من الصراع وأرقام تعكس حجم المأساة

مع دخول عام جديد من الحرب في السودان، تتزايد...

الإخوان في 2024.. سلسلة من السقوطات وتراجع القبول الشعبي

شهد عام 2024 سلسلة من الضربات المتتالية التي عصفت...

حرب السودان.. عام جديد من الصراع وأرقام تعكس حجم المأساة

مع دخول عام جديد من الحرب في السودان، تتزايد المآسي الإنسانية والاقتصادية التي ألقت بظلالها على ملايين السكان منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023.

الحرب التي اندلعت على خلفية صراع سياسي وعسكري تحولت إلى أزمة شاملة أثرت على كل جوانب الحياة في البلاد.

حصيلة مأساوية.. أرقام تتحدث عن نفسها

وفقًا لتقارير منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، خلّفت الحرب حتى نهاية عام 2024 ما يزيد على250 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، بسبب القتال العنيف والغارات الجوية في المدن الكبرى.

4.5 مليون نازح داخليًا، اضطروا إلى ترك منازلهم بحثًا عن مناطق أكثر أمانًا، في حين فر حوالي 2.5 مليون لاجئ إلى دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر.

15 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد؛ مما يمثل تهديدًا خطيرًا للحياة في ظل انهيار الإمدادات الزراعية ونقص المساعدات الدولية.

تدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك 80% من المرافق الصحية؛ مما أدى إلى انتشار الأوبئة مثل الكوليرا والملاريا في مناطق عدة.

صراعات السيطرة وتدمير العاصمة

تركز القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم ومدن أخرى رئيسية مثل أم درمان ونيالا والفاشر.
الخرطوم، التي كانت مركزًا للحكم والاقتصاد، باتت أشبه بمدينة أشباح مع نزوح معظم سكانها وتدمير البنية التحتية.

في مشهد غير مسبوق، تحول النزاع إلى حرب عصابات في الشوارع، حيث شنت قوات الدعم السريع هجمات مستمرة للسيطرة على المناطق الاستراتيجية، بينما لجأ الجيش إلى الغارات الجوية العنيفة التي ألحقت أضرارًا جسيمة بالمدنيين والمنشآت المدنية.

تداعيات اقتصادية كارثية

الحرب قضت على الاقتصاد السوداني الذي كان يعاني أصلًا من أزمات متتالية، حيث تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 40% بسبب توقف الإنتاج الزراعي والصناعي.

ارتفاع التضخم إلى 500%؛ مما أدى إلى انهيار قيمة العملة الوطنية وارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني، وتوقف شبه كامل للصادرات السودانية الرئيسية مثل الذهب والصمغ العربي، مما فاقم العجز التجاري للبلاد.

الأزمة الإنسانية.. معاناة بلا حدود

الأزمة الإنسانية في السودان تعتبر الأسوأ في القارة الإفريقية خلال العام 2024، حيث قدرت احتياجات المساعدات الإنسانية بـ 3.5 مليار دولار، لكن التمويل الدولي لم يتجاوز 50% من هذه الاحتياجات؛ ما أدى إلى تقليص العمليات الإغاثية.

النساء والأطفال كانوا الفئة الأكثر تضررًا، حيث يمثلون 70% من النازحين، ويتعرضون لخطر الاستغلال والعنف في مناطق النزوح.

الأوبئة تضيف عبئًا جديدًا مع تسجيل 200 ألف إصابة بالكوليرا وارتفاع معدلات وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد.

جهود السلام والتحديات

رغم المحاولات الدولية والإقليمية لإحلال السلام، بما في ذلك جهود الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، إلا إن الاتفاقات الموقعة كانت قصيرة الأجل وغير فعالة.

الوساطات الإقليمية، مثل تلك التي قادتها مصر والسعودية، أسفرت عن وقف إطلاق نار مؤقت في عدة مناسبات، لكنه سرعان ما ينهار بسبب انعدام الثقة بين الأطراف المتحاربة.

واستمرار تدفق الأسلحة إلى السودان عبر قنوات غير شرعية أسهم في تأجيج النزاع وإطالة أمده.

المجتمع الدولي بين العجز والمسؤولية

الحرب في السودان أظهرت حدود قدرة المجتمع الدولي على التعامل مع الأزمات المعقدة، والتوترات الدولية، خاصة بين القوى الكبرى، ساهمت في تعقيد الجهود المبذولة لحل النزاع.

الانتقادات تزايدت حول عدم كفاية الدعم الإنساني والضغط على الأطراف المتحاربة للوصول إلى تسوية دائمة.

عام جديد والمأساة مستمرة

مع دخول عام 2025، ما تزال آفاق إنهاء الحرب غامضة. الشعب السوداني يعيش في ظل وضع إنساني كارثي يهدد أجيالًا كاملة، بينما تبدو الحلول السياسية بعيدة المنال في ظل تمسك الأطراف المتنازعة بمواقفها.