مع التصعيد الإسرائيلي الضخم ضد ميلشيات الحوثي في اليمن، كشفت تقارير عن استعدادات تل أبيب لتوجيه ضربة كبرى بمساعدة دولية.
ضربة إسرائيلية كبرى
وأفادت تقارير إعلامية عبرية، بوجود استعدادات تجري على قدم وساق في تل أبيب، لتوجيه ضربة كبرى للحوثيين في اليمن، والعمل على حثّ بعض الدول للاشتراك معها في تلك الضربة.
وهو ما أكده مسؤولون أمنيون وعسكريون إسرائيليون، ونشرتها هيئة البث الإسرائيلية، ما يُرجّح صحة المعلومات بنسبة عالية.
وذكر المسؤولون الإسرائيليون – في تصريحاتهم لهيئة البث الإسرائيلية-، بأن هناك تنسيقًا وصفوه بـ”الوثيق” بين تل أبيب مع واشنطن.
في الوقت نفسه، وفي تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد – أكد من خلالها-، أن “قواته ستتحرك بكل قوة ضد الحوثي”؛ ما يرفع مؤشرات المواجهة المباشرة مع الحوثيين كتلك التي جرت بينهم وبين حزب الله في لبنان، إلا أن هناك العديد من الفروقات والحسابات المختلفة، والتي تكمن أبرزها في البُعد الجغرافي.
وكان نتنياهو، ذهب في تصريحاته الأخيرة، إلى الإفصاح عن استعداد إسرائيل “للتحرك منفردة في مواجهة التهديدات الحوثية”. مستدركًا، بأن “الولايات المتحدة ودولًا أخرى تشاطر إسرائيل موقفها باعتبار الحوثيين “قوة تهديد فاعلة” على المستويين الدولي والإقليمي”.
رصد أهداف حوثية
وكانت صحيفة “معاريف” العبرية، ذكرت أن شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي ترصد أهدافًا عسكرية لمليشيات في استعداد لاستهدافها.
وقالت الصحيفة: إن الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية يقران بأن محاربة الحوثيين معقدة ” لصعوبة جمع معلومات استخباراتية”.
وتوعدت إسرائيل الحوثيين برد على استهداف المليشيا، السبت، تل أبيب بصاروخ فرط صوتي؛ ما أدى إلى إصابة 20 إسرائيليًا.
عمليات حوثية عسكرية
وأعلنت ميليشيا الحوثيين أمس الأحد، تنفيذ عملية عسكرية، استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري إس ترومان” وإسقاط إحدى المقاتلات في مياه البحر الأحمر، أثناء التصدي لهجوم عدواني على صنعاء، السبت الماضي، في حين تشير واشنطن إلى سقوط إحدى طائراتها بـ”نيران صديقة”، وإنقاذ الطيارين.
ويأتي هذا الهجوم الحوثي، بعد قرابة شهر من عملية أخرى استهدفت مدمرتين مرافقتين لحاملة الطائرات الأمريكية “لينكولن”، أثناء مرورهما في مضيق باب المندب، جنوب البحر الأحمر.
ويرى خبراء ومحللون، أن تصعيد الحوثيين المتنامي، يحمل رسائل ضمنية تحاول طهران من خلالها التأكيد على استمرار قدرتها على تعطيل الاستقرار الإقليمي والدولي، رغم الضربات المتلاحقة التي تعرض لها نفوذها في المنطقة، في محاولة يائسة لتحسين موقفها.
ردود الفعل الإيرانية
في ظل ذلك التصعيد، سبق أن وصفت إيران، الهجمات الإسرائيلية على موانئ ومنشآت للطاقة تابعة للحوثيين في اليمن بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي” ردًا على هجوم صاروخي، على ما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي.
وقال بقائي – في بيان-: إنّ الهجمات الإسرائيلية تشكل “انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي وأعرافه”، منددًا بـ”الدعم غير المشروط الذي توفره الولايات المتحدة” لإسرائيل.
لذا ففي حال توجيه تلك الضربة، التي يبدو أن إسرائيل ذاهبة في اتجاه التصعيد، يرى مراقبون أنه إذا وجهت ضربة للحوثية بمشاركة دولية، فذلك سيدفع إيران للزج بكل قوتها المتبقية في المنطقة لدعم ميلشيات الحوثي، التي تعتبر آخر ركيزة لها في المنطقة، وهو ما قد يشعل حربًا ضخمة في المنطقة.
وأضافوا، أنه في كل الأحوال لا تمثل لها الجماعة الحوثية تهديدًا مباشرًا، وإنما تمثل عليها ضغطًا شعبيًّا، جراء عملياتها، فكل هذه الإجراءات لكي يحافظوا على نظرية الردع الاستراتيجي.
وأشار محللون، أن العسكريين الأمريكيين، يدركون أن مخازن وقدرات الجماعة الحوثية العسكرية قد تكون صعبة المنال، وليس من السهولة بمكان الوصول إليها.