ذات صلة

جمع

“2024.. العام الذي هزّ أركان إيران وأضعف نفوذها الإقليمي”

شهدت إيران خلال عام 2024 أحد أصعب الأعوام في...

أموال الإخوان بعد غياب القادة.. من يمسك بخيوط اللعبة؟

رحيل يوسف ندا، أحد أبرز أعمدة الشبكة المالية لجماعة...

صحيفة تكشف.. إسرائيل تواجه صعوبات في تحديد مستودعات صواريخ الحوثي

مع توجه إسرائيل نحو استهداف ميليشيات الحوثي المدعومة من...

“2024.. العام الذي هزّ أركان إيران وأضعف نفوذها الإقليمي”

شهدت إيران خلال عام 2024 أحد أصعب الأعوام في تاريخها الحديث، حيث تعرضت لسلسلة من الهزائم والخسائر الإقليمية والداخلية التي أثرت بشكل كبير على نفوذها في الشرق الأوسط.


من الهجمات الإسرائيلية المتكررة إلى فقدان حلفاء استراتيجيين، مرورًا باضطرابات سياسية داخلية بلغت ذروتها بمقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ترك هذا العام إيران في وضع حرج يهدد طموحاتها الإقليمية.

الضربات الإسرائيلية.. استهدافات دقيقة

شهدت 2024 تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية ضد مواقع إيرانية في سوريا والعراق، استهدفت هذه الهجمات قواعد عسكرية ومستودعات أسلحة وشحنات كانت تُعد لدعم حزب الله والفصائل الفلسطينية.


وألحقت هذه الضربات خسائر كبيرة بالبنية التحتية التي تعتمد عليها طهران لنقل أسلحتها، ما جعل قدرتها على دعم حلفائها في المنطقة أكثر تعقيدًا.

سقوط نظام الأسد


مثل سقوط نظام بشار الأسد في سوريا ضربة قاصمة لإيران، حيث فقدت أبرز حليف إقليمي يعتمد عليه لنقل الدعم إلى حزب الله.
بانهيار النظام السوري، واجهت إيران تحديًا كبيرًا في الحفاظ على نفوذها في المنطقة، خاصة مع صعوبة تأمين طرق بديلة لتقديم الدعم اللوجستي والعسكري لحلفائها.

مقتل إبراهيم رئيسي


كان مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إحدى أكثر الأحداث زلزلةً في الداخل الإيراني، وقع الحادث وسط احتجاجات واسعة ضد النظام بسبب التدهور الاقتصادي والقمع السياسي.


أدى مقتل رئيسي إلى تعميق أزمة القيادة في إيران، حيث دخل النظام في حالة ارتباك؛ مما زاد من التوترات الداخلية، وفتح المجال أمام صراعات سياسية بين الأجنحة المختلفة داخل النظام.


كذلك كانت الانتخابات الرئاسية لعام 2024 اختبارًا صعبًا للنظام الإيراني. ومع تصاعد الاحتجاجات الشعبية وقمع السلطات لها، جاءت الانتخابات كاشفة لحالة الانقسام بين القيادة والشعب.


تعرضت نتائج الانتخابات لانتقادات واسعة، حيث اتهمت المعارضة النظام بتزوير واسع النطاق لضمان بقاء النخبة الحاكمة في السلطة، وأسهمت هذه الأحداث في زيادة الفجوة بين النظام والشعب الإيراني.

تراجع حزب الله

في لبنان، واجه حزب الله ضغوطًا غير مسبوقة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، كما تراجعت قدرة الحزب على المناورة داخليًا بسبب الانتقادات المتزايدة لتورطه في الحروب الإقليمية، ما أثر على شعبيته.


وكذلك وفاة الحليف الأبرز لإيران، زعيم حزب الله حسن نصر الله وعدد كبير من قادة الحزب في لبنان إثر استهدافهم بالضربات الإسرائيلية مؤخرًا.


وفي العراق، تعرضت الفصائل المسلحة المدعومة من إيران لضغوط داخلية وخارجية دفعتها لتقليص نشاطها؛ مما أدى إلى إضعاف النفوذ الإيراني في البلاد.

“الحوثيون” الحليف الوحيد الباقي في اليمن


بينما فقدت إيران العديد من حلفائها في المنطقة، استمر الحوثيون في اليمن كحليف رئيسي، لكنهم واجهوا تحديات كبيرة نتيجة الضغوط العسكرية والدولية؛ ما جعل قدرتهم على دعم طهران محدودة.

وقد مثل عام 2024 نقطة تحول بالنسبة لإيران، حيث أظهرت الخسائر المتتالية أن طموحاتها التوسعية أصبحت أكثر صعوبة. من فقدان سوريا إلى تراجع حزب الله والفصائل العراقية، ومرورًا بالأزمة الداخلية التي فاقمها مقتل إبراهيم رئيسي، أصبحت إيران في موقف ضعيف قد يغير موازين القوى في المنطقة.


بين الضغوط الداخلية والضربات الخارجية، أنهى عام 2024 إيران وهي تواجه أزمات غير مسبوقة تهدد نفوذها ومستقبلها كقوة إقليمية.


وبينما تحاول طهران التكيف مع هذه التحديات، يبقى التساؤل حول مدى قدرتها على الصمود وإعادة بناء استراتيجياتها وسط هذه التغيرات الكبرى.