بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وسيطرة الفصائل المعارضة المسلحة، انتشر مقطع فيديو خلال الساعات الماضية يظهر انتشار لأفراد من تنظيم القاعدة في شوارع دمشق.
ظهور تنظيم القاعدة في دمشق
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو بعنوان “ظهور تنظيم القاعدة الإرهابي في شوارع دمشق”.
وقال رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر منصة “إكس” في سوريا: إن التنظيم يسير دوريات في العاصمة.
وأضافوا: “لن ترى هذه الصور على شاشة التلفزيون،
إنها سوريا الجديدة، حيث يدخل الجهاديون الأحياء
المسيحية في دمشق حاملين أعلام القاعدة،
ويطلقون النار في الشوارع”.
وتابعوا: “أظهرت المعارضة السورية العرب السوريين كحمائم سلام أمام الإعلام، ودفعت بجنودها الأجانب لتنفيذ أعمال الإنتقام”.
فيما كتب آخرون، أنه مقطع فيديو قديم، بينما لم يتبين صحته حتى الآن.
تنظيم القاعدة في سوريا
وقبل أيام، كان تنظيم القاعدة، أصدر بياناً يدعم فيه الهجوم الأخير للتنظيمات المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام على حلب وإدلب وحماة في سوريا.
ودعا التنظيم إلى الاستمرار بالقتال ضد الحكومة السورية وحلفائها.
وتعتبر هيئة تحرير الشام، نابعة من تنظيم القاعدة، حيث إنها جماعة إسلامية متشددة يقودها أبو محمد الجولاني، واسمه الحقيقي أحمد الشرع.
وتأسست الهيئة في البداية كجبهة النصرة عام 2011، وكانت فرعًا لتنظيم القاعدة أُنشئ بمشاركة أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم “داعش”، الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
اشتهرت جبهة النصرة بأيديولوجيتها الجهادية واصطدمت كثيرًا مع مجموعات معارضة أخرى، بما في ذلك الائتلاف الرئيسي للمعارضة تحت راية الجيش الحر.
في عام 2016، قطع أبو محمد الجولاني علاقاته مع تنظيم القاعدة وأعاد تسمية الجماعة إلى هيئة تحرير الشام، ودمجها لاحقًا مع عدة فصائل إسلامية أصغر.
ورغم أن أيديولوجية هيئة تحرير الشام ما تزال تتماشى إلى حد كبير مع القاعدة، إلا إن تركيزها تحول نحو إقامة حكم إسلامي داخل سوريا، مبتعدة عن طموحات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لإقامة خلافة عالمية.
ومنذ ذلك الحين، رسخت الهيئة قاعدتها في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، حيث تعمل كإدارة بحكم الأمر الواقع. ومع ذلك، فقد قوضت اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان جهودها لاكتساب شرعية أوسع.
تعتبر هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا وغيرها. ومع ذلك، يبدو أن هجومها الأخير يتماشى مع هدف أنقرة الطويل الأمد المتمثل في الإطاحة بالأسد، ومن المرجح أنه لم يكن ليحدث بدون تنسيق ودعم تركي، رغم نفي المسؤولين الأتراك تورطهم المباشر.
وتتبنى هيئة تحرير الشام فكرًا جهاديًا، لكنها تسعى إلى تقديم نفسها بملامح أقل تطرفًا مقارنة بتنظيمات أخرى مثل تنظيم الدولة الإسلامية، مع تركيز نشاطها على السيطرة المحلية والحكم.