أثار فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 موجة من النقاشات حول تأثير توجهاته السياسية على استقرار النظام العالمي، خصوصًا مع تفاقم الصراعات الدولية مثل الحرب الروسية الأوكرانية واستمرار التصعيد في قطاع غزة.
سياسات ترامب المعروفة بشعار “أمريكا أولًا” قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في هيكل النظام العالمي، حيث يركز على إعادة صياغة التحالفات الدولية بما يتماشى مع المصالح القومية الأمريكية.
في الحرب الروسية الأوكرانية، قد يسعى ترامب إلى إنهاء النزاع عبر مفاوضات مباشرة مع روسيا، وهو ما قد يثير قلق حلفاء واشنطن في الناتو الذين يرون في ذلك تهديدًا لاستقرار أوروبا وأمنها.
وأي خطوة أمريكية نحو تقليص الدعم العسكري لكييف قد تغير موازين القوى بشكل كبير، ما يعزز النفوذ الروسي في القارة الأوروبية ويضعف من فعالية الحلف الأطلسي.
أما في الشرق الأوسط، فمن المتوقع أن تزيد إدارة ترامب من دعمها لإسرائيل مع تقليل الضغط الدولي لإيجاد حلول دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
هذا التوجه قد يؤدي إلى تصاعد العنف في قطاع غزة وزيادة التوترات الإقليمية، مما يتيح مساحة أكبر لنفوذ الجماعات المتطرفة ويهدد استقرار المنطقة بأكملها.
على الصعيد الدولي، يبدو أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين سيأخذ أبعادًا أكثر حدة في ظل إدارة ترامب، مع التركيز على سياسات تهدف إلى احتواء النفوذ الصيني اقتصاديًا وعسكريًا، هذه السياسات قد تؤدي إلى توترات في مناطق استراتيجية مثل بحر الصين الجنوبي، ما يعزز احتمالية اندلاع مواجهات غير مباشرة بين القوتين العظميين.
السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة قد تؤدي إلى تقويض دور المؤسسات الدولية التي تعتمد على التعاون الجماعي مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي. هذا التحول قد يفتح المجال لنظام عالمي أكثر انقسامًا، حيث تسعى القوى الكبرى لفرض رؤاها بمعزل عن الإجماع الدولي.
في ظل تصاعد الحروب والنزاعات الدولية، يبقى تأثير السياسات الأمريكية على النظام العالمي محوريًا، حيث إن أي تغييرات في مسارها قد تعيد تشكيل موازين القوى وتحدد مستقبل الاستقرار الدولي.