يبدو أن حدة الصراع الغربي ستتخذ منحى مخيف بشدة، بعد أن كشف مسؤولون أميركيون بأن الرئيس جو بايدن سمح لأوكرانيا، لأول مرة باستخدام صواريخ ATACMS الأمريكية بعيدة المدى زودتها بها الولايات المتحدة، وذلك لشن ضربات داخل روسيا، ليرد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بوتين يرد على بايدن
وفي أول تعليق له على ذلك القرار، رد بوتين على تفويض بايدن باستخدام الصواريخ بعيدة المدى، بقوله: “إذا كان هناك هجوم بصواريخ بعيدة المدى أو طائرات مسيّرة أو دخولها إلى الأراضي الروسية، فستستخدم روسيا الأسلحة النووية”، مؤكدًا: “الأيام القادمة ستشهد تطور خطير للغاية!”.
واعتبر بوتين أن استخدام تلك الصواريخ هو بمثابة إعلان بحرب شاملة، لافتًا إلى وجود شروط محددة لاستخدام الأسلحة النووية منها حالة اندلاع حرب شاملة وانتهاك حدود البلاد، ما يعني إمكانية توجيه ضربات نووية محتملة.
وشدد على أن جميع الاحتمالات والتوضيحات مدروسة بعناية ودقة لما يتناسب مع التهديدات للأراضي الروسية.
ما هي صواريخ ATACMS الأمريكية؟
صاروخ أتاكمز إم جي إم-140 هو صاروخ أرض- أرض مصنع من قبل لوكهيد مارتن. وهو صاروخ ذو وقود صلب، يمكن إطلاقه من راجمة صواريخ، بما في ذلك راجمة صواريخ أم 270.
وكان أول استخدام له خلال حرب الخليج الثانية، حيث أطلق 32 صاروخ من راجمة صواريخ أم 270، وخلال حرب العراق أطلق أكثر من 450 صاروخ، واعتبارًا من 2015، كان قد أطلق أكثر من 560 صاروخ أتاكمز في الحروب.
وأوضحت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية المختصة بصناعة المحركات والأسلحة بعض مواصفات صواريخ “أتاكامز”، إذ يبلغ طولها 4 أمتار، ووزن يفوق الطن ونصف، بينما تحمل 115 من المتفجرات بجانب الشظايا التي دورها إصابة عدد كبير من الأهداف.
ويبلغ قطر الصاروخ الواحد الـ600 ملي متر، بينما يستطيع ضرب أهداف على بعد 300 كيلومتر في عمق العدو.
وأوضح مركز الأسلحة المتكاملة الأمريكي، أن الصواريخ التكتيكية تعمل على ضرب الخطوط الخلفية للأعداء، وتحديدًا خطوط الإمداد وآبار البترول والمقرات القيادة والمركبات العسكرية المتنوعة، ما يعوق الأعداء عن توفير الدعم والإسناد للخطوط الأمامية.
ونقل الموقع الرسمي لشركة لوكهيد للأسلحة أن صواريخ أتكامز تم استخدامها خلال حرب عاصفة الصحراء ضد القوات العراقية بعشرات الصواريخ، بينما تم ضرب العراق بأكثر من 450 صاروخ أتكامز خلال الغزو الأمريكي 2003.
هل استخدمت في الحرب الروسية الأوكرانية؟
وشهدت الساحة الأوكرانية أول استخدام لصواريخ أتاكامز قصيرة المدى في أكتوبر 2023 حين استهدف الجيش الأوكراني القوات الروسية بشبه جزيرة القرم، ما أحبط قدرة الروس في استخدام المروحيات الهجومية ضد أوكرانية.
واستخدم الجيش الأوكراني الصواريخ التكتيكية من المدى الأعلى في أبريل الماضي ضد إحدى القواعد الروسية المتقدمة في أوكرانية، ما أحدث عدة تفجيرات كبيرة، بينما أعلنت الولايات المتحدة عن نشرها وحدات من صواريخ أتاكمز في أوكرانيا.
وفي يونيو الماضي تسببت أتاكامز الأوكرانية في إصابة 150 من المدنيين الروس باستهداف شاطئ في منطقة سيفاستوبول الواقعة تحت السيطرة الروسية.
روسيا تتوعد
وهو ما يعني أن روسيا تتوعد بالرد حال تم استهداف العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى، حيث أكد الجانب الروسي، أن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية لاستهداف العمق الروسي تعتبر تصعيدا خطيرا من قبل الولايات المتحدة.
كما أن مجلس الدوما أكد أن بلاده سترد في الحال إذا استهدفت القوات الأوكرانية العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن مثل هذه القوات تعني بشكل واضح انخراط الولايات المتحدة وحلف الناتو للانخراط ضد روسيا في الحرب بشكل مباشر، مشيرًا أن القوات الأوكرانية ليس لديها القدرة على استخدام هذه الصواريخ.
وأضاف: “هذه الصواريخ بحاجة إلى مدربين خاضعين لحلف الناتو، وبحاجة إلى أقمار صناعية عسكرية تتبع الناتو، وأي استخدام لها يعني أن الولايات المتحدة أعلنت الحرب ضد روسيا، وهناك حالة من الصمت الروسي تجاه طبيعة الرد فقط لغة الردع هي التي تتعالى داخل الأروقة الروسية”.
مخاوف أمريكية
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز”، بأن بعض المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن مخاوفهم بشأن احتمال رد روسيا بقوة على استخدام القوات الأوكرانية لصواريخ ATACMS الأمريكية ضدها.
وأشار المسؤولون، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يوسع رقعة النزاع من خلال اتخاذ خطوات ضد الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا ردًا على الضربات بصواريخ ATACMS التكتيكية، فيما اعتبر البعض الآخر من المسؤولين أن تلك المخاوف مبالغ فيها.
وحسب الصحيفة، فإنه كان هناك انقسام بين مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن مسألة رفع القيود عن استخدام القوات الأوكرانية للصواريخ الأمريكية الصنع لضرب الأهداف في عمق الأراضي الروسية.
وأفادت التقارير الإعلامية الغربية، يوم الأحد، بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق على استخدام القوات الأوكرانية لصواريخ ATACMS التكتيكية، التي يصل مداها إلى نحو 300 كلم، لضرب أهداف في مقاطعة كورسك الروسية على خلفية المزاعم حول وجود قوات كوريا الشمالية هناك.
ويأتي ذلك قبل نحو شهرين من انتهاء ولاية جو بايدن وتولي دونالد ترامب منصب الرئاسة في الولايات المتحدة.