ذات صلة

جمع

تحذير صيني صارم.. بكين تتوعد واشنطن بشأن دعمها لتايوان

يشهد الصراع الصيني - التايواني توترات متصاعدة في السنوات...

الصادق الغرياني.. كيف استغل الدين لنشر الإرهاب والخراب وأفكار الإخوان في ليبيا؟

طوع الدين وفضائله الحسنة لخدمة أهداف جماعة الإخوان الإرهابية،...

كيف سيؤثر استهداف الفصائل العراقية لإيلات على معادلة الصراع في الشرق الأوسط؟

هجمات مستمرة من قبل الفصائل العراقية المدعومة من إيران...

الصادق الغرياني.. كيف استغل الدين لنشر الإرهاب والخراب وأفكار الإخوان في ليبيا؟

طوع الدين وفضائله الحسنة لخدمة أهداف جماعة الإخوان الإرهابية، عبر نشر فتاوى تحريضية تحث على الفوضى وعدم الاستقرار في ليبيا، كما تنال من بعض الدول العربية، ووصل به الأمر للمطالبة بمنع الحج والعمرة لكونهم في السعودية، ما يثبت أن الصادق الغرياني، مفتي ليبيا السابق لا ينطق لسانه إلا كذبا لإثارة الأزمات.

دعوات تحريضية للفوضى

ولذا لم يتوان الصادق الغرياني عن النيل من الدول العربية وتشويه صورتهم بعد القمة العرب الإسلامية الأخيرة، كما طالب في برنامجه الذي يٌبث على شاشته الخاصة، المواطنين الليبيين للخروج في الساحات وتكرار أحداث 2011 و2012 للتخلص مما وصفه بـ”السلبية”، تحت ستار الدعوة للانتخابات والاستفتاء على الدستور، على الرغم من أنه لطالما رفض هذه الاستحقاقات، خوفًا من أن يفوز بها أحد المرشحين الرافضين لتياره.

ووجه”التهم” للقادة الليبيين، وعلى رأسهم القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، رافضاً خطوات التقارب بين المنطقتين الغربية والشرقية في ليبيا التي يرحب بها العالم كله ضمن مساعي المصالحة الوطنية، زاعمًا أن “هذه خطوة تهدف إلى السيطرة على المنطقة الغربية وليس الوحدة الوطنية”.

وأكد في دعوة علنية منه لنشر الفوضى في البلاد وعرقلة المساعي السلمية بأنه: “إذا بقي الليبيون بهذه السلبية سيأتي يوم ويجوعون، ولن يجدوا ما يكفيهم”، على حد قوله.

فتاوى تحريضية

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يخرج فيها الغرياني محرضًا على الفوضى والانقسامات، حيث سبق أن وصل الأمر إلى الإشادة بالميليشيات المسلّحة في العاصمة طرابلس، معتبرًا أنّ الحل لأزمة ليبيا يتمثل في حلّ البرلمان والمجلس الأعلى للدولة وإجراء انتخابات برلمانية فقط، وهي الخطّة نفسها التي يتبنّاها ويروّج لها رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة.

وفي فتوى سابقة، حذّر الغرياني – الذي عاد إلى ليبيا، وأعلن انحيازه ودعمه لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، بعد أعوام من إقامته في تركيا- الليبيين، في بيان نشرته دار الإفتاء، من التعاون بأيّ وجه من الوجوه مع “المعتدين”، في إشارة إلى حكومة باشاغا، معتبرًا أنّ ذلك “سيغضب الله”، مستخدماً جزءًا من الآية (2) من سورة المائدة “ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.

مفتي الخراب يدعو لمنع العمرة

ومنذ عودته إلى ليبيا، أصبح الغرياني أحد أبواق حكومة الدبيبة، وتحوّلت فتاواه إلى سلاح في النزاع السياسي الحالي في ليبيا، وقد دعا في أكثر من مرة إلى بقائها في السلطة، كما طالب المؤسسة الوطنية للنفط، ومصرف ليبيا المركزي، بالتعاون مع حكومة الدبيبة فقط، والتخلص ممّا وصفه بـ”الهيمنة الأجنبية والمحلية”.

وسبق أن خرج في حلقة بعنوان “الإسلام والحياة” عبر صفحته الرسمية عبر منصة (فيسبوك): قال فيها: إنّ “الكثير من المسلمين تأخذهم العاطفة ويتصرفون التصرف غير الصحيح الذي لا يدل على بصيرة أو فقه في الدين، زي ما تشوف الآن الآلاف ومئات الآلاف يتزاحمون على العُمرة للمرة العاشرة والعشرين، ويخرجون بطوابير زحمة، ويقفون عند (ماكدونالدز) ويأخذون وجبة، ويدفعون الدولارات لـ (ماكدونالدز) الذي يحولها بدوره إلى الصهاينة، وأهل غزة يموتون جوعاً”.

وأضاف الغرياني – في حديثه المبطن بالدعوة لإثارة الشغب-: “يذهب للعمرة للمرة الخامسة والسادسة، ويصرف 5 آلاف دولار و10 آلاف دولار و20 ألفا، ويرى أنّه في أعلى درجات العبادة مع أنّه في أعلى درجات الغفلة، لو الشخص جلس في بيته في إندونيسيا أو باكستان أو في ليبيا والـ 10 آلاف حولها لأهل غزة نقدًا، ليستعينوا بها، هو أعظم أجرًا مئات المرات من ذلك الذي ذهب إلى العمرة وأعطى هذه الأموال للشركات السياحية، وأعطاها للشركات الصهيونية التي تحول الأموال للصهاينة الذين يقتلون إخواننا في غزة”.

ذراع الجماعات المتطرفة

كما أنه يلعب منذ 2012 دور الذراع الدينية للجماعات المتطرفة في ليبيا، عَبْر إصدار فتاوى تتوافق مع مصالحها وأهدافها وأجندتها، وقد ارتكبت عدّة جرائم عنف استنادًا إلى فتاواه، التي طالب خلالها الجماعات الإرهابية برفع السلاح ومحاربة قوّات الجيش الليبي، حتى أصبح أحد أبرز المساهمين في انتشار الفوضى وتعزيز الانقسام في ليبيا، إذ يعرف في البلاد بـ”مفتي الخراب” و”مفتي الإرهاب”.

وما زال الغرياني يجلس في رئاسة دار الإفتاء، مستغلا المليشيات الإسلاموية الراديكالية التي تدافع عنه وتمنحه القوة في مقابل منحها الشرعية باسم الدين، فهو بمثابة “الذراع الدينية” للجماعات المتطرفة في ليبيا، عبر إصدار فتاوى تتوافق مع مصالحها وأهدافها وأجندتها.

spot_img