يحاول النظام القطري بكل السبل تلميع صورته التي باتت ملوثة بدماء ضحايا الإرهاب الذي يدعمه في ربوع العالم، وتأييده للأنظمة المتطرفة والميليشيات المسلحة في مناطق الصراعات، لذلك قدم مليارات الدولارات للتقرب من الدول الكبرى.
وهو ما كشفت عنه مجددا صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية؛ حيث أسمته “المخططات القطرية للتأثير على الرأي العام الأميركي والتسلل لدوائر صنع القرار”، والذي تحاول تنفيذه بطريقة غير مباشرة، عبر تمويل مؤسسات علمية وبحثية، بجانب استقطاب لباحثين وأكاديميين.
وقالت الصحيفة الأميركية، في أحدث تقاريرها، إن قطر تهدف من خلال ذلك إلى تقديم صورة مختلفة عن الواقع من حيث الأوضاع السياسية والاقتصادية للإمارة، بالإضافة لتجنب الحديث عن ممارساتها الإرهابية.
وأوضحت أنها ارتكزت في ذلك على تقرير حكومي أجرته وزارة التعليم الأميركية، يظهر أن الدوحة دفعت أكثر من 760 مليون دولار للتأثير على مراكز الأبحاث والأكاديميين في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن جامعة كورنيل لم تبلغ السلطات الأميركية عن أكثر من 1.2 مليار دولار من الأموال الأجنبية التي حصلت عليها في الأعوام الأخيرة، بينها 760 مليون دولار للحرم الجامعي في قطر.
وتابعت “وول ستريت جورنال”: إن الجامعات الأميركية حصلت على هدايا قطرية تتجاوز قيمتها أكثر من 250 ألف دولار في عام واحد، بالإضافة لحوالي 6.6 مليار دولار من الدوحة وحكومات أجنبية أخرى، مع 1.05 مليار دولار إضافية من تلك الدول، حتى 31 يوليو الماضي.
ولفتت إلى أن الأمر لم يقتصر على ذلك، وإنما نظمت الدوحة أيضا عددا من الفاعليات الثقافية والمؤتمرات الدولية، لاستضافة أكاديميين أميركيين وأوروبيين تمولهم من الباطن، لهدف الحديث بشكل إيجابي عن قطر وتلميع صوتها في ملفات حقوق الإنسان ونفي تمويلها المفضوح للإرهاب والكيانات والتنظيمات المتطرفة.
ولذلك قررت وزارة التعليم الأميركية ربط الوصول إلى المشاركة في برامج قروض الطلاب الفيدرالية بالامتثال لالتزامات التمويل الأجنبي، لقلقها من أن الوصول بشكل غير لائق إلى البحوث الحساسة أو تحد من الحرية الأكاديمية في بعض البرامج.
وأكدت وزارة التعليم الأميركية في بيانها أنه: “لفترة طويلة جدا، وفرت هذه المؤسسات مستوى غير مسبوق من الوصول إلى الحكومات الأجنبية وأدواتها في بيئة تفتقر إلى الشفافية والرقابة من قبل الصناعة والإدارة والوكالات الشريكة لنا، ولكن الآن تشير الدلائل إلى أن عملية صنع القرار المؤسسي منفصلة عموما عن أي شعور بالالتزام تجاه دافعي الضرائب لدينا، أو الاهتمام بمصالحنا أو أمننا أو قيمنا القومية الأميركية”.