بعد تولي نعيم قاسم قيادة حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، قرر إعادة تنظيم الجماعة وتجميع صفوفها في الضاحية الجنوبية التي كانت مصيدة قادتها خلال الشهريين الماضيين، واتخاذ عدة قرارات أخرى.
إعادة تنظيم صفوف حزب الله
وكشفت تسريبات، أن فلول ميليشيا حزب الله تعيد تجميع صفوفها بالضاحية الجنوبية، بقرار من نعيم قاسم الأمين العام الجديد لحزب الله، لاستعادة تلك المنطقة التي انسحبت منها الجماعة مسبقًا بعد حركة الاغتيالات المتعددة فيها خلال الفترة الماضية.
وذكرت التسريبات، أن مجلس الشورى التابع لحزب الله بات يجتمع أسبوعيا لإدارة سير العمليات العسكرية ضد إسرائيل، حيث وردت تعليمات جديدة مهمة بتكثيف القصف، خاص بعد نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية.
دعم عسكري وسياسي
وأشارت التسريبات، أن تدفق الأسلحة والمقاتلين من سوريا إلى لبنان مستمر و بوتيرة أكبر من السابق، لدعم صفوف حزب الله وزيادة العمليات العسكرية والقصف ضد إسرائيل.
ولزيادة الدعم السياسي أيضًا، كشفت التسريبات أن مصادر تمويل حزب الله قائمة وتعمل مثل السابق بتدفق ملايين الدولارات إلى قادة الجماعة من أجل دعم صفوفها وعودتها سياسيا بقوة خلال الفترة المقبلة.
حزب الله يحصل على مكونات صواريخ
ويأتي ذلك وفق ما كشفه مصدر موثوق عن ضابط في الاستخبارات العسكرية التابعة للنظام السوري، حيث أكد أنه تم السماح بإدخال “أجزاء مهمة من مكونات صواريخ” تابعة لحزب الله من لبنان إلى سوريا بشرط ألا تخزن في أي مكان يبعد عن الحدود اللبنانية أكثر من 10 كيلومترات.
وأشار المصدر، أن حركة سلاح الحزب وتحديدًا ما تبقى من “مكونات الصورايخ الدقيقة” بدأت تأخذ اتجاها عكسيًا بعد أن كانت من سورية إلى لبنان.
كما لفت إلى إفراغ مستودعين كبيرين للصواريخ من موقعين في شمالي لبنان بعد تفكيكها ونقلها باتجاه الهرمل بشكل مموه تمهيداً لإدخالها إلى مستودعات داخل الأراضي السورية.
خطة حزب الله
كما يدرس حزب الله إطلاق سراح مئات الموقوفين من تجار المخدرات والكبتاغون في السجون اللبنانية، وخاصة من ينتمون البيئة الحاضنة للحزب بحجة الظروف الأمنية والحرب.
وأضافت التسريبات، أن حزب الله يريد بذلك إشعال الأوضاع في لبنان أكثر، وضم تلك المسجونين لصفوفه لزيادة قوته العسكرية في ظل الخسائر التي يتكبدها.
تعليمات صارمة لإخفاء الأسلحة
كما قال تسريبات أخرى: إن قادة الحزب أصدروا تعليمات صارمة بإخفاء أكبر كمية ممكنة من السلاح والعتاد في مناطق “بعيدة تماماً عن الشبهات”، واعتماد “كل وسائل النقل المتاحة” للقيام بذلك في أسرع وقت.
وذكرت التسريبات، أن ذلك يأتي استعدادًا لاحتمال تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، إذ سيسلم الحزب جزءًا بسيطًا جدًا من مخزونه للجيش اللبناني، محتفظاً بالجزء الأكبر منه في “أماكن آمنة”.
وأوضحت، أنه بالفعل بدأت عمليات تنفيذ ذلك على قدم وساق بمشاركة عدد من القوى التي تدور في فلك الحزب والتي ما تزال متمسكة بالاستقواء بهذا السلاح غير الشرعي.
كما تم تخصيص ميزانية كبيرة لتسهيل تنفيذ هذا المخطط في مناطق سنية تعاني من الفقر المدقع، وفي منطقة مسيحية يدين أحد زعمائها بالولاء التام لحزب إيران.
حرب استنزاف طويلة مع إسرائيل
وسبق أن كشفت مصادر لوكالة رويترز، أن حزب الله يستعد لحرب استنزاف طويلة مع إسرائيل في جنوب لبنان، على أن تتولى القيادة العسكرية الجديدة إدارة إطلاق الصواريخ والعمليات البرية.
وأضافت رويترز طبقاً لـ 4 مصادر مطلعة على عمليات حزب الله، إن الجماعة ما تزال تملك مخزونا كبيرًا من الأسلحة، ومن بينها أقوى صواريخها الدقيقة التي لم تستخدمها بعد، رغم موجات الغارات الجوية التي تقول إسرائيل إنها استنفدت ترسانة الحزب بشدة.
وذلك بعد أن أفادت مصادر بأن حزب الله أخلى مواقع قياداته في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، كما نقل معدات عسكرية إلى خارج المنطقة، مضيفة ان الحزب أبلغ سكان المنازل الموجودة في المباني التي يقطن فيها مسؤولوه أو تلك القريبة من مؤسساته بضرورة المغادرة إلى أماكن أكثر أماناً.