خوفًا من انتقال الحرب الطاحنة بين حزب الله اللبناني المدعوم من إيران وإسرائيل إلى أراضيها، اتخذت السلطات السورية عدة إجراءات مهمة لتقنين الأوضاع وسط تكتم إعلامي واسع.
قرارات عسكرية سورية
وكشف مصدر سوري، أن الأمن العسكري السوري طلب من اللبنانيين وعدد محدود من الإيرانيين المستأجرين في منطقة (مزة 86) القريبة من قصر الشعب الرئاسي المغادرة على الفور إلى مناطق أخرى.
ولفت المصدر، أنه يقيم تحت ستار الدراسة الجامعية عدد من الإيرانيين واللبنانيين العاملين مع استخبارات الحرس الثوري في هذه المنطقة العشوائية التي تقطنها غالبية علوية تعمل في صفوف جيش للنظام وأجهزته الأمنية.
كما أضاف أنه جاء تعميم لكل المكاتب العقارية منذ أسبوعين بوجوب الحصول على موافقة أمنية للايجار، لمنع الإيرانيين و ميليشيا حزب الله من السكن فيها.
حزب الله يحصل على مكونات صواريخ
ويأتي ذلك وفق ما كشفه مصدر موثوق عن ضابط في الاستخبارات العسكرية التابعة للنظام السوري، حيث أكد أنه تم السماح بإدخال “أجزاء مهمة من مكونات صواريخ” تابعة لحزب الله من لبنان إلى سوريا بشرط ألا تخزن في أي مكان يبعد عن الحدود اللبنانية أكثر من 10 كيلومترات.
وأشار المصدر، أن حركة سلاح الحزب وتحديدا ما تبقى من “مكونات الصواريخ الدقيقة” بدأت تأخذ اتجاهًا عكسيًا بعد أن كانت من سورية إلى لبنان.
كما لفت إلى إفراغ مستودعين كبيرين للصواريخ من موقعين في شمالي لبنان بعد تفكيكها ونقلها باتجاه الهرمل بشكل مموه تمهيدًا لإدخالها إلى مستودعات داخل الأراضي السورية.
السلاح الهارب
وتابع المصدر، أن الطائرات الإسرائيلية “لن تقصف السلاح الهارب” وتتفرغ لما هو موجود أو فيه طريقه للدخول إلى لبنان.
وشدد المصدر على أن الحزب سيفعل أي شيء إلا أن يقوم بتسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني، وأنه عند الضرورة سيكتفي بتسليم بعض السلاح الخفيف المتبقي جنوب نهر الليطاني.
خطة حزب الله
كما يدرس حزب الله إطلاق سراح مئات الموقوفين من تجار المخدرات والكبتاغون في السجون اللبنانية، وخاصة من ينتمون البيئة الحاضنة للحزب بحجة الظروف الأمنية والحرب.
وأضافت التسريبات، أن حزب الله يريد بذلك إشعال الأوضاع في لبنان أكثر، وضم تلك المسجونين لصفوفه لزيادة قوته العسكرية في ظل الخسائر التي يتكبدها.
تعليمات صارمة لإخفاء الأسلحة
كما قال تسريبات أخرى: إن قادة الحزب أصدروا تعليمات صارمة بإخفاء أكبر كمية ممكنة من السلاح والعتاد في مناطق “بعيدة تماما عن الشبهات”، واعتماد “كل وسائل النقل المتاحة” للقيام بذلك في أسرع وقت.
وذكرت التسريبات أن ذلك يأتي استعدادا لاحتمال تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، إذ سيسلم الحزب جزءًا بسيطًا جدًا من مخزونه للجيش اللبناني، محتفظا بالجزء الأكبر منه في “أماكن آمنة”.
وأوضحت، أنه بالفعل بدأت عمليات تنفيذ ذلك على قدم وساق بمشاركة عدد من القوى التي تدور في فلك الحزب والتي ما تزال متمسكة بالاستقواء بهذا السلاح غير الشرعي.
كما تم تخصيص ميزانية كبيرة لتسهيل تنفيذ هذا المخطط في مناطق سنية تعاني من الفقر المدقع، وفي منطقة مسيحية يدين أحد زعمائها بالولاء التام لحزب إيران.