يقترب قطار الانتخابات الأمريكية من الوصول لمحطته الفاصلة، وما يزال الشك يسيطر على العديد من الناخبين في الولايات المتأرجحة، من يختار المواطن الأمريكي، ومن سينصفهم في القضايا المهمة، الجمهوري دونالد ترامب أم الديمقراطية كامالا هاريس.
وقد ذكرت صحيفة ديلي نيوز الأمريكية، أن جميع الناخبين تقريبًا اتخذوا قرارهم بل وصوت نصفهم بالفعل مبكرًا، وأنه من الصعب بل يكاد يكون من المستحيل معرفة ما قد يدفع حفنة من الناخبين المتبقين في الولايات المتأرجحة للوقوف إلى جانب ترامب أو هاريس أو اختيار البقاء في المنزل دون تصويت.
ونقلت ديلي نيوز عن خبراء قولهم: إن التعليقات المثيرة للجدل من حملتي هاريس وترامب فشلت في تحريك المياه الراكدة في عدة مناطق بالولايات المتحدة البنفجسية.
الانتخابات الامريكية وتأثيرها عالمياً
وتعد الانتخابات الرئاسية الأميركية حدثاً ذا تأثير جوهري على القضايا الدولية، حيث تنعكس سياسات الرئيس الأميركي على عديد من النزاعات والصراعات في العالم، ومن ثم يترقب العالم نتائج الانتخابات بأمل أن تسهم في تخفيف حدة التوترات، خاصة في المناطق الساخنة التي تتأثر بشكل مباشر بتوجهات السياسة الخارجية الأميركية، مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
بينما تتباين سياسات واشنطن تجاه هذه الصراعات بين الدعم الدبلوماسي والمساعدات العسكرية، غير أن تجارب الماضي تشير إلى أن تغيير الإدارة وحده قد لا يكون كافيًا لحل تلك الأزمات، بل يتطلب تحولاً أعمق في نهج السياسة الخارجية.
على صعيد الشرق الأوسط، تبدو الأمور أكثر تعقيدًا، حيث فشلت عديد من الإدارات الأميركية في تحقيق سلام دائم في المنطقة رغم محاولات الوساطة المتعددة.
ورغم التحركات الأخيرة لتحسين العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل، إلا أن الأزمة الفلسطينية تبقى جرحاً عميقاً يحتاج إلى حل عادل وشامل.
فهل سيؤدي انتخاب رئيس جديد إلى حلول حقيقية أم مجرد تغييرات في الخطاب الدبلوماسي؟ وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، رددت المرشحة الديمقراطية مرارًا وتكرارًا دعم بايدن القوي لـ “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
لكنها أكدت أيضًا على أن “قتل الفلسطينيين الأبرياء يجب أن يتوقف”.
كما أعلن ترامب، أن الوقت قد حان “للعودة إلى السلام والتوقف عن قتل الناس”. لكن من المعروف أنه قال لنتنياهو: “افعل ما يجب عليك فعله”، وفق التقرير.
وفيما يتصل بأوكرانيا، لا يخفي ترامب إعجابه بالزعماء الأقوياء مثل فلاديمير بوتين في روسيا. وقد أوضح أنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا، ومعها الدعم العسكري والمالي الضخم الذي تقدمه الولايات المتحدة.
والرئيس الأميركي القادم سيأتي ليحمل مهاماً كبيرة في المرحلة الأولى تحديداً، وإذا كان يسعى إلى إحلال الاستقرار وعدم الوصول إلى حرب دولية أو عالمية يشهدها العالم فعليه أن يبحث عن أطر جديدة في التفاوض مع الأطراف الدولية والأقطاب الجديدة الناشطة على ساحة المجتمع الدولي، حتى لا يصل هذا الأمر إلى صدام مسلح مثلما حدث في الحرب العالمية الأولى والثانية التي أعادت تشكيل بنية النظام الدولي من جديد.