في ظل التطورات الأخيرة الناجمة عن الحرب “الإسرائيلية” على غزة وامتدادها إلى جنوب لبنان، ومقتل زعيم مليشيا “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله، وكبار قادة الحزب، شهدت مناطق لبنانية عدة موجة نزوح لعشرات آلاف العائلات نحو الأراضي السورية بما في ذلك عوائل حزب الله المدعوم من إيران.
وقد استقر جزء منها في مناطق سيطر عليها الحزب خلال عملياته مع نظام الأسد، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول تأثير ذلك على الملف السوري عموماً وفي مختلف المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.
اختطاف عميل ايراني من سوريا
ومؤخراً، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن قواته ألقت القبض، في الآونة الأخيرة، على شخص في سوريا، قالت إنه عميل لإيران جمع معلومات استخباراتية عن القوات الإسرائيلية في منطقة الحدود.
وذكر الجيش، أن الشخص اسمه سليمان العاصي، وهو مواطن سوري من منطقة صيدا في جنوب سوريا، وأضاف: أن العملية جرت في الأشهر الماضية، لكنه لم يذكر تاريخاً محدداً.
في الوقت نفسه،. حذرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا من أن البلاد تجر إلى الصراع الكارثي الذي يجتاح المنطقة، مشيرة إلى نزوح أكثر من 300 ألف لاجئ سوري، مرة أخرى، من لبنان إلى سوريا بسبب القصف الإسرائيلي.
وخلال حديثه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الجمعة، قال رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينيرو: “إن عودة السوريين الخائفين، بصورة مبررة، من الاضطهاد في وطنهم، يؤكد الخيارات الصعبة التي يواجهونها: هل يعرضون حياتهم لخطر القنابل في لبنان أم يعودون إلى مكان قد يواجهون فيه أيضًا تهديدات مميتة أخرى؟”.
وقال: إن العديد من النساء والأطفال شرعوا في رحلات محفوفة بالمخاطر إلى سوريا بمفردهم، بسبب الأنماط الموثقة جيدًا للاعتقال التعسفي والتجنيد الإجباري وتجنيد الرجال في سن الخدمة العسكرية قسرًا.
“أما أفراد الأسرة الذكور البالغون فهم إما بقوا في الخلف أو لجأوا إلى المخاطرة بالسفر اعتمادا على المهربين”.
وقد جاءت الضربات التي شنتها إسرائيل على إيران الأسبوع الماضي، جزءًا من تصعيد أوسع منذ اندلاع حرب غزة العام الماضي، لكن الهجوم يرمي أيضًا إلى تعطيل أنظمة الدفاع الجوي والرادار في سوريا التي قد تستخدم لتحذير إيران من أي هجمات جوية.
ونفذت بقية الطائرات الإسرائيلية الهجوم على أهداف إيرانية بالتحليق فوق أجواء سوريا والعراق، الذي تقدم بمذكرة احتجاج رسمية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تدين انتهاك إسرائيل “الصارخ” لأجوائه في هجومها على إيران، وفق بيان الخارجية العراقية.
يعود التحالف بين سوريا وإيران إلى ثمانينيات القرن الماضي، إذ تعد دمشق من أكثر الحلفاء العرب لطهران منذ الحرب العراقية- الإيرانية.
ومنذ دعم إيران لحزب الله منذ تشكيله، أضحت سوريا قناة لنقل الأسلحة من إيران والجماعات الموالية لها خاصة حزب الله.
ومع اندلاع الأزمة السورية، ساعد حزب الله، نظام الأسد في بسط سيطرته على مناطق كثيرة في سوريا وترجيح كفة الحكومة أمام المعارضة.
ورغم التحالفات، التزم النظام السوري الهدوء بشكل نسبي عقب قيام إسرائيل بقتل العديد من قادة حزب الله والبدء في عمليات برية عسكرية في جنوب لبنان، حيث تتبادل إسرائيل إطلاق النار مع حزب الله المدعوم من طهران منذ أن بدأت الجماعة إطلاق الصواريخ عبر الحدود اللبنانية.