رغم مقتله الشهر الماضي، إلا أن يحيي السنوار الزعيم السابق لحركة حماس، ما زال لاسمه صدى واسع واهتمام كبير حوله، خاصة خلال الأيام الأخيرة له قبل وفاته، وهو ما كشفته مصادر مؤخرًا.
محاولات إسرائيل لاغتيال السنوار
حاولت إسرائيل الإمساك بزعيم الحركة يحيى السنوار 5 مرات على الأقل، وفق ما كشفته مصادر من داخل حركة حماس، قبل أن يتم قتله عن طريق “الصدفة” في عملية عسكرية اعتيادية للقوات الإسرائيلية في حي تل السلطان برفح جنوب قطاع غزة، الشهر الماضي.
وكشفت المصادر صورة مفصلة لتحركات السنوار ومن رافقوه خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة، حيث إن السنوار أرسل إلى عائلته رسالة عن تفاصيل مقتل ابن شقيقه إبراهيم محمد السنوار الذي كان يرافقه، وموقع دفنه، لكن الرسالة وصلت بعد يومين من مقتل يحيى السنوار نفسه.
كما أن زوجة السنوار وأطفاله بخير، وكانوا يتلقون رسائل مكتوبة منه مرة واحدة على الأقل كل شهر أو شهر ونصف الشهر، وفق المصادر.
إبراهيم محمد السنوار
وذكرت المصادر، أن الشخص الذي لم يفارق يحيى السنوار طوال فترة الحرب، هو إبراهيم محمد السنوار، أي نجل شقيقه محمد القيادي البارز في “القسام”، حيث إن يحيى ومحمد أطلقا على ابنيهما البكر الاسم نفسه.
وأوضحت، أن إبراهيم محمد السنوار قُتل في غارة إسرائيلية استهدفته عندما خرج من فتحة نفق لكشف تحركات القوات الإسرائيلية، حين كان برفقة عمه، وكان ذلك في أغسطس الماضي، بمدينة رفح جنوب القطاع.
كما لفتت إلى أن يحيى السنوار أرسل إلى عائلة شقيقه رسالة توضح ظروف مقتل إبراهيم، وأشار لهم إلى مكان دفنه في نفق تحت الأرض محددًا لهم مكانه وأنه أدى الصلاة على جثمانه بنفسه، وقد تسلمت العائلة هذه الرسالة من يحيى بعد مقتله بيومين، وهو ما يعني أن إيصال الرسالة استغرق أكثر من شهرين.
السنوار كان في رفح
واستطردت المصادر: أن يحيى السنوار بقي في رفح أشهرًا عدة، وكان يتنقل في مناطق عدة منها، وبقي في مناطقها الغربية منذ نهاية مايو الماضي، وكان يتموضع في مناطق تحت الأرض وفوقها.
وأشارت إلى أن السنوار كان فعلياً موجوداً في بعض الأنفاق برفح، من بينها النفق الذي قُتِل 6 أسرى بداخله، مرجحةً أن يكون هو من أصدر القرار الأخير بقتلهم بعد اقتراب القوات الإسرائيلية منه في نهاية سبتمبر الماضي.
وتكشف المصادر، أنه قبيل مقتله، عانى السنوار ومن كانوا برفقته من محدودية قدرتهم على تناول الطعام، خصوصًا في الأيام الثلاثة الأخيرة التي لم يتناولوا فيها أي طعام، وكانوا يتحضرون لاشتباك مع القوات الإسرائيلية، ولذلك تحركوا في مبانٍ مجاورة متضررة عدة، وكانوا يتنقلون بينها.
حماس تُؤكد مقتل السنوار
وفي ١٨ أكتوبر الماضي، أكد القيادي في حركة حماس خليل الحية، مقتل رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار، قائلًا: “ننعي إليكم قائد معركة طوفان الأقصى يحيى السنوار”.
وشدد أن “السنوار استمرارًا لقافلة الشهداء العظام على خطى الشيخ المؤسس أحمد ياسين”، وقال الحية – في كلمة متلفزة-: إن “مقتل السنوار سيزيد قوة حركة حماس”، وتابع: “ماضون في مسيرتنا حتى إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس”.
وفيما يخص مستقبل المفاوضات بعد رحيل السنوار، أوضح الحية: “نتمسك بخروج القوات الإسرائيلية من غزة وتحرير الأسرى الفلسطينيين”، مشيرًا إلى أن “الرهائن الإسرائيليين في غزة لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية”.
وقد أظهرت نتائج تشريح الجثمان، أن السنوار أصيب برصاصة في الرأس، كما ظهرت على جسده آثار طلقات نارية، وكذلك الإصابة بعد إطلاق قذائف.
ولقي السنوار، العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر 2023، الذي بدأت على إثره الحرب في قطاع غزة، مصرعه خلال عملية نفذها جنود إسرائيليون في القطاع، وهو تطور جوهري في الصراع المستمر منذ نحو عام.
وقال زعماء غربيون: إن مقتله يوفر فرصة لإنهاء الصراع، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال: إن الحرب ستستمر حتى عودة المحتجزين لدى حماس.