رغم الانتقادات المتزايدة داخليا وخارجيا، إلا أن المستشار الألماني أولاف شولتس جدد التزام بلاده بتقديم الأسلحة إلى إسرائيل، مع مضاعفة الحكومة لشحنات الأسلحة هذه المرة.
المثير للجدل أن ألمانيا في الوقت نفسه، أعلنت برلين عن تخصيص مائة مليون دولار كمساعدات للبنان، موجهة للجانب الإنساني وكذلك لتجهيز الجيش اللبناني، كما جددت الحكومة الألمانية دعمها المالي لتغطية الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتعتبر ألمانيا من كبار المانحين للمنظمات الإنسانية التي تدعم الفلسطينيين في غزة.
أسلحة ألمانية إلى إسرائيل
وظلت شحنات الأسلحة إلى إسرائيل قضية مثيرة للجدل لعدة أشهر، ولكن مؤخرا أعلن المستشار شولتس حديثًا التأكيد على مواصلة الدعم العسكري لإسرائيل. وفي أحدث بيانات وزارة الخارجية الألمانية التي قُدمت أمام البوندستاغ، تم الكشف عن زيادة كبيرة في حجم شحنات الأسلحة منذ شهر أغسطس، حيث بلغ إجمالي قيمة الشحنات من المعدات العسكرية أكثر من مئة مليون دولار.
وبلغ إجمالي المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل في عام 2023 وصل إلى ثلاثمائة وخمسين مليون دولار، حيث تم تزويدها بمعظم هذه المساعدات بعد هجوم السابع من أكتوبر.
ويزيد هذا المبلغ عن ضعف القيمة الإجمالية للعام بأكمله. وقد تم طرح هذا السؤال من قبل نائب يساري معارض لتزويد إسرائيل بالأسلحة الألمانية. وكان رد الحكومة الألمانية أن ألمانيا تدعم إسرائيل في مواجهة هجمات حماس وقصف حزب الله والتهديدات من إيران، وذلك في إطار حق الدفاع عن النفس بالنسبة لإسرائيل، مثلما أفادت وزارة الخارجية الألمانية.
كم بلغت قيمة الأسلحة؟
وجاء في رسالة من وزيرة الدولة بوزارة الخارجية سوزان باومان أمس الأربعاء، أن “قيمة تراخيص التصدير الفردية الصادرة للمعدات العسكرية منذ أغسطس 2024 تبلغ 94.052.394 يورو”.
وهذا المبلغ يزيد عن ضعف الموافقات البالغة 45.57 مليون يورو التي أبلغتها وزارة الاقتصاد إلى اللجنة الاقتصادية في البوندستاغ، مجلس النواب في البرلمان الألماني، للعام بأكمله حتى 13 أكتوبر.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ”منظمة إرهابية”.
وتضيف الرسالة الألمانية ـ وفقًا لرويترز ـ أنه “يحق للدولة بموجب القانون الدولي الدفاع عن نفسها ضد الهجمات المسلحة وفقًا للقانون الدولي. وفي الوقت نفسه، يتم التأكيد على أن الحكومة الألمانية تدعو أيضًا إسرائيل، في مناقشات مباشرة، إلى التحقيق في مؤشرات انتهاكات القانون الإنساني الدولي والتأكد من توضيحها. بالإضافة إلى ذلك، تمت دعوة الحكومة الإسرائيلية مرات عدة للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
أوثق حلفاء إسرائيل في الغرب
كما أكد المستشار شولتس أيضا أن ألمانيا تعتبر من أوثق حلفاء إسرائيل في الغرب وستواصل دعمها بالمساعدات العسكرية والذخيرة، رغم الانتقادات المتزايدة. وفي أحدث استطلاع للرأي في ألمانيا، أعرب أكثر من ستين في المئة من الألمان عن معارضتهم لتزويد إسرائيل بالأسلحة، مقابل ثلاثين في المئة فقط مؤيدين لذلك.
وأمام البوندستاغ، أوضحت وزارة الخارجية الألمانية أن الموقف الألماني يستند إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجمات حركة حماس وحزب الله، اللتين تصنفهما ألمانيا والاتحاد الأوروبي كمنظمتين إرهابيتين، وذلك وفقًا للقانون الدولي والأوروبي.
ومع ذلك، تؤكد الحكومة في برلين أنها لن تتأخر في دعوة إسرائيل إلى حماية المدنيين والتحقيق في أي مؤشرات لانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، خاصةً عندما يتعلق الأمر بحوادث يسقط فيها ضحايا مدنيون خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان.
وعلى هامش مؤتمر لدعم لبنان في العاصمة الفرنسية باريس، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا إن كل شحنة تصدير أسلحة إلى دول ثالثة مثل إسرائيل، تخضع لمراجعة في إطار القانون الإنساني والأوروبي والدولي، وأردفت: “وهذا ما نقوم به أيضًا”.
ويذكر أن حركة حماس تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.