في الأسابيع الأخيرة، شهد لبنان تصعيدًا غير مسبوق في أعمال العنف بين حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل؛ مما أسفر عن دمار واسع النطاق في المناطق الحدودية وفي عمق الأراضي اللبنانية.
والقصف الإسرائيلي المتواصل يهدف إلى تقويض القدرات العسكرية لحزب الله، إلا إنه يتسبب في أضرار كبيرة للبنية التحتية المدنية، قرى بأكملها تضررت، والمنازل والمستشفيات والمدارس لم تسلم من هذا القصف.
وقوات حفظ السلام اليونيفيل رصدت 1028 مسارًا لقذائف عبر الحدود، جاء معظمها من جنوب الخط الأزرق، مستهدفة مناطق مثل القوزة وعيترون ومرجبا وتلسا ولبنان، الطيبة والخيام وكفركلا.
وتم تسجيل أكثر من 80 قذيفة من شمال الخط الأزرق، مع استمرار اليونيفيل في تسجيل مستوى مرتفع من الخروقات الجوية اللبنانية.
وقد اتسع نطاق القتال البري في جنوب لبنان، إلى أطراف خط القرى الحدودية الثاني، حيث انتقلت عمليات الكر والفر بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله المدعومة من إيران إلى محور الطيبة، في أعمق توغل لإسرائيل بعد ثلاثة أسابيع من انطلاق العملية البرية في الجنوب.
استمرار الاشتباكات
وفي وقت استمرت الاشتباكات على أطراف القرى الحدودية لا سيما على محور عيتا الشعب، استأنف الطيران الإسرائيلي غاراته العنيفة إثر كمين نصبه مقاتلو الحزب للقوات الإسرائيلية.
وتزامن ذلك مع دمار واسع في بعض المدن والقرى، حيث ضمت إسرائيل وسط مدينة صور التاريخية في جنوب لبنان، إلى قائمة أهدافها.
وأدت الضربات على صور إلى إخلاء نصف مساحتها المأهولة، في تصعيد هو الأول من نوعه ضد المدينة الساحلية، استكمالاً لموجة الضغوط على الموقف اللبناني المتمسك بتنفيذ القرار الأممي 1701 بالكامل.
ويعد وسط مدينة صور، من المدن الأثرية التي تشكل مناطق الآثار الفينيقية والرومانية وغيرها، نحو 40 في المائة من مساحتها، كما تشكل الشواطئ 40 في المائة من مساحتها، بينما يتوزع السكان في 20 في المائة من مساحتها. وطالت الغارات محيط المواقع الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي.
وقال ناشطون لبنانيون: إن إسرائيل استهدفت نصف الأحياء المأهولة بالسكان، التي تمثل 10 في المائة من مساحة المدينة التاريخية، بعد الإنذارات التي أطلقتها، وأثارت ارتباكات كبيرة في صفوف السكان.