أثار اختفاء قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني عدة تساؤلات على مدار الأيام الماضية، ما فتح الباب للعديد من التكهنات، رغم المحاولات الإيرانية لتبديد ذلك وعدم لفت الأنظار.
ومن المرجح أنه بعد اغتيال حسن نصر الله فتح تحقيق في إيران، وتم خلال استجواب قائد فيلق قدس إسماعيل قاآني ومسؤولين إيرانيين آخرين، وفقًا لما نقلته صحيفة “ميدل ايست أي” البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن ثمانية مصادر مختلفة، أن قائد فيلق القدس لم يصب في هجوم إسرائيلي، وأنه تحت الحراسة ويتم استجوابه في لبنان من قبل الحرس الثوري.
وبحسب التقرير، فإن هدف التحقيق هو فهم كيف تمكنت إسرائيل من تعقب نصر الله وغيره من كبار القادة في حزب الله الذين تم اغتيالهم.
الدور الايراني في حزب الله
وعلى الرغم من تأكيد إبراهيم جباري، مستشار قائد الحرس الثوري أمس الأربعاء، أن القيادي الرفيع بخير وسيتسلّم وساماً من المرشد علي خامنئي قريبًا، إلا أن الشكوك لم تزل موجودة.
وأكدت مصادر متعددة، بما في ذلك شخصيات شيعية بارزة ومصادر قريبة من حزب الله وفي الحرس الثوري، أن قائد فيلق القدس على قيد الحياة ولم يصب بأذى، لكنه تحت الحراسة ويتم استجوابه بينما تحقق إيران في انتهاكات أمنية كبيرة.
كما أكدت بعض المصادر، أن قاآني كان سافر إلى لبنان بعد يومين من اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصرالله في 27 سبتمبر الماضي، علمًا أن الحرس الثوري كان نفى سابقًا سفره إلى بيروت.
وكشف قائد فصيل مسلح مقرب من إيران، أن “لدى الإيرانيين شكوكا جدية في أن الإسرائيليين ربما تسللوا إلى فيلق القدس، واخترقوا بشكل خاص بعض القادة الذين يعملون في الساحة اللبنانية، لذلك يخضع الجميع حاليًا للتحقيق”، حسب زعمه.
وبعد اغتيال خليفة نصر الله، هاشم صفي الدين، تزايدت الشكوك في أن القادة الإيرانيين كان لهم دور في الأمر.
وقال قائد قوة عسكرية قريبة من إيران: إن “الإيرانيين لديهم شكوك جدية في أن الإسرائيليين تمكنوا من اختراق الحرس الثوري، وخاصة أولئك الذين يعملون في القطاع اللبناني، لذا فهم جميعًا الآن قيد التحقيق”.
وأضاف: “لا يوجد شيء مؤكد بعد. التحقيق ما يزال مستمرا وكل الخيارات مفتوحة”.
وعلى مدار أيام لم يعرف ما حدث لقاآني، وذكرت وكالة رويترز يوم الأحد الماضي، أن الاتصال انقطع مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قاآني، الذي كان في لبنان بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، منذ الهجمات الإسرائيلية التي وقعت الأسبوع الماضي في بيروت.
وكانت آخر مرة ظهر فيها قاآني البالغ من العمر 67 عامًا، والمعروف بصرامته وتفضيله للبقاء بعيدًا عن الظهور الإعلامي، يوم 29 سبتمبر بعد يومين على اغتيال نصرالله، في مكتب ممثل الحزب بطهران، عبد الله صفي الدين، شقيق رئيس الهيئة التنفيذية لحزب الله هاشم صفي الدين، لكن غيابه يوم الجمعة الماضي (4 أكتوبر) عن حضور خطبة المرشد علي خامنئي، لإحياء ذكرى نصر الله، أثار الكثير من التساؤلات.
وتم تعيين قاآني في هذا المنصب بعد اغتيال قاسم سليماني. وهو قائد عسكري مخضرم، كما حارب وأصيب في الحرب الإيرانية العراقية. وكان نائبًا لسليماني لسنوات عديدة، حتى أنه تم إدراجه في قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية.