يبدو أن الخلافات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو، متعمقة بشدة، حيث كشفها عن قرب الصحافي الأسطوري بوب وودوارد في كتابه الجديد بعنوان “الحرب”، والذي تحدث فيه عن تقييمات بايدن الصريحة المليئة بالشتائم وتفاعلاته مع زعماء العالم الذين شكلوا رئاسته.
وذكر الكتاب أن بايدن قال عن نيتنياهو: “هذا الابن القذر، بيبي نتنياهو، هو رجل سيئ. إنه رجل سيئ للغاية!”، هكذا صرح في لقاء خاص مع أحد مساعديه في ربيع عام 2024 مع تصاعد حدة حرب إسرائيل في غزة، كما كتب وودوارد.
بايدن يصف نتنياهو بأنه “كاذب وخائن”
كما وصف بايدن نتنياهو بأنه “كاذب” و”لا يهمه سوى صموده السياسي”، و”الوغد والرجل السيئ”.
والصحافي وودوارد يعمل في صحيفة “واشنطن بوست” منذ نصف قرن ويتناول في مقالاته ما يدور في كواليس البيت الأبيض، وقد ذاع صيته قبل نصف قرن حين كشف مع كارل بيرنستين “فضيحة ووترغيت” التي دفعت الرئيس ريتشارد نيكسون إلى التنحي في العام 1974.
وفي كتابه “حرب” الذي سيصدر في 15 أكتوبر، يتحدث وودوارد خصوصاً عن جهود ذهبت سدى بذلها بايدن من أجل وضع حد للحرب التي تشنها إسرائيل على “حماس” في قطاع غزة رداً على هجوم غير مسبوق شنته الحركة في السابع من أكتوبر على إسرائيل.
ومنذ بدء النزاع، تبدو الدبلوماسية الأميركية عاجزة عن التأثير على نهج نتنياهو في إدارة الحرب.
ووفق مقتطفات من الكتاب، سأل بايدن خلال محادثة هاتفية جرت في أبريل رئيس الوزراء الإسرائيلي عن استراتيجيته، فأجاب الأخير بالقول:”علينا أن ندخل رفح”، ليرد عليه بايدن “بيبي (لقب نتنياهو)، ليست لديك استراتيجية”.
ولاحقاً، تذمر الرئيس الأميركي أمام مستشاريه، مشدداً على أن نتنياهو “كاذب”، و”لا يهمه سوى صموده السياسي”.
وفي مطلع سبتمبر، اعتبر بايدن في تصريح علني، أن نتنياهو لا يبذل جهوداً كافية للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذي تحتجزهم “حماس” في قطاع غزة.
وعلى رغم من ذلك، لم يعمد الرئيس الأميركي إلى الآن إلى استخدام شحنات الأسلحة وسيلة للتأثير في سياسات حكومة نتنياهو، باستثناء تجميده شحنة قنابل في مايو (أيار).
كامالا هاريس تدعم بايدن في مواقفه ضد نتنياهو
ووفق صحيفة “واشنطن بوست”، يتطرق كتاب وودوارد أيضاً إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس التي يشير إليها بأنها مؤيدة لمواقف بايدن، إنما غير ذات تأثير حاسم في سياسته الخارجية.
وفي يوليو (تموز)، إثر لقاء مع نتنياهو، جاءت لهجة هاريس حادة في إطار توصيفها طريقة إدارة إسرائيل للنزاع في غزة، متعهدة “عدم الصمت” إزاء معاناة الفلسطينيين، إلا أن تصريحاتها العلنية لم تعكس اللهجة الودية التي سادت المحادثات، وفق الكتاب.
وبحسب كتاب وودوارد، فإن هذا التباين في تصريحات المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر، أثار دهشة نتنياهو وحفيظته.
توتر في العلاقات بين أمريكا وإسرائيل
وتشهد العلاقات بين البلدين توترًا كبيرًا مؤخرًا، خاصة مع الانتقام الإسرائيلي المخطط له ضد إيران بسبب هجومها الصاروخي الأسبوع الماضي، والذي يتطلب التنسيق مع الولايات المتحدة في حالة الرد.
وهو ما كشفه موقع “أكسيوس” الأمريكي عن خلاف حاد من الرئيس الأمريكي، جو بايدن تجاه إسرائيل وكواليس فقدان البيت الأبيض للثقة في الحكومة الإسرائيلية باعتبارها حليفة لها، على خلفية تطور الأحداث في الشرق الأوسط.
وكشف مسؤولون أمريكيون للموقع، أن إدارة بايدن أصبحت في الأسابيع الأخيرة غير واثقة بشكل كبير فيما تقوله الحكومة الإسرائيلية عن خططها العسكرية والدبلوماسية في الحرب التي تخوضها في منطقة الشرق الأوسط، مضيفًا أن أزمة الثقة تتضاعف يومًا بعد يوم؛ بسبب الانتقام الإسرائيلي المخطط له ضد إيران.