في ظل الحروب الراهنة بالشرق الأوسط، تفاقمت عدة تساؤلات وتخوفات كبيرة من اندلاع حرب شاملة، لذا تساءلت صحيفة “التايمز” عما إذا كان الرئيس الأمريكي يريد أن يُغرق أمريكا في صراع الشرق الأوسط قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية، ورأت أن حربًا شاملة ستندلع مع مخاطر لا يمكن توقعها إذا أخطأ بايدن في الفهم الآن.
وترى الصحيفة، أنه يعتقد البعض أن نتنياهو قام بالتصعيد دون أي فكرة واضحة عن نهاية اللعبة، فإن العديد من الإيرانيين يشعرون بالقلق من أن قادتهم قد دخلوا منطقة خطيرة للغاية أيضًا، بينما يتجه الشرق الأوسط إلى هاوية المواجهة الشاملة بين إسرائيل وإيران، فإن الحسابات حول ما سيحدث بعد ذلك لا يمكن أن تكون أكثر أهمية.
وبحسب الصحيفة، فإن هناك جدل نشط بين حلفاء إسرائيل الغربيين حول ما إذا كان عداؤهم لإيران يفرض عليهم الوقوف إلى جانب حكومة بنيامين نتنياهو، أو التراجع عن دعمها أو محاولة كبح جماحها.
أما في أمريكا، يبدو الرئيس بايدن مترددًا للغاية في إغراق دولة على شفا الانتخابات في حرب بالشرق الأوسط، لكن بعض المستشارين يقولون إن الأعمال العدائية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران قد لا تترك لهم أي خيار آخر.
وقال الجنرال البريطاني اللورد ريتشاردز، الذي تولى رئاسة أركان الدفاع بين عامي 2009 و2013: “ما لم يتم التعامل مع إيران على نطاق يضمن النجاح الإستراتيجي، فيجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لإقناع أمريكا بعدم التورط؛ وإلا فإننا سنخوض حربا أبدية”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الدرجة التي يتعين على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، وكذلك الحلفاء من دول الإقليم، أن يقرروا فيها الآن ما إذا كانوا سيدعمون إسرائيل بالكامل أم لا، ترتبط بالتغيرات في المشهد العالمي؛ وعلى وجه الخصوص القوى المنافسة.
وفي السياق الآخر، فإن العلاقات بين ما يسميه بعض المسؤولين الغربيين “محور المستبدين” آخذة في التعمق أيضًا، إذ تتعاون إيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية بشكل أكبر، على سبيل المثال فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة، أو خرق العقوبات، وتتقاسم الرغبة في دحر القوة الأمريكية.
ورغم أن إسرائيل تمتلك معلومات استخباراتية ممتازة بشأن إيران، فإن قوتها العسكرية لها حدود إذا ما اضطرت إلى المضي قدماً بمفردها.
وذكرت صحيفة “التايمز”، أنه إذا كانت المنشآت النفطية أو النووية في أقصى الحدود من الأهداف الانتقامية الإسرائيلية و”الحرس الثوري” الإيراني في مكان ما في المنتصف، فمن الممكن دائمًا أن يلجأ الزعيم الإسرائيلي نتنياهو إلى شيء أكثر رمزية، في محاولة لاحتواء التصعيد في أثناء حملته ضد “حزب الله” في لبنان.
ولفتت، إلى ذلك يفترض أن نتنياهو لا يريد إثارة صراع أكبر، وهو السؤال الذي تساوره شكوك العديد من المسؤولين الغربيين، خاصة الأوروبيين، الذين يعتقدون أن اجتذابهم لترجيح كفة الميزان ضد إيران هو بالضبط ما يحاول القيام به.