تشهد مناطق جنوب لبنان موجة نزوح كثيفة تقدر بأكثر من 200 ألف شخص، نتيجة تصاعد الهجمات المستمرة بين حزب الله وإسرائيل، والتي شملت قصفاً عنيفاً على العديد من القرى الحدودية.
هذا النزوح الجماعي يأتي وسط تصاعد حدة الصراع، حيث تتعرض القرى والمدن الواقعة على الخط الأزرق لهجمات صاروخية متبادلة بين الطرفين؛ مما أدى إلى تدمير البنية التحتية ومخاوف مستمرة من تصعيد أكبر.
النازحون يتجهون إلى المناطق الشمالية من لبنان بحثاً عن الأمان، حيث توفر المدن الكبرى مثل بيروت وصيدا ملاذاً مؤقتاً، ومع ذلك، يواجه هؤلاء النازحون ظروفاً إنسانية صعبة، مع نقص في الخدمات الأساسية مثل المأوى، والغذاء، والماء. المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية تعمل جاهدة لتقديم المساعدات، لكن الاحتياجات تزداد مع ارتفاع أعداد النازحين.
وقد قال رئيس خلية الأزمة الحكومية ووزير البيئة اللبناني ناصر ياسين، السبت: إن نحو مليون لبناني نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان منذ 23 سبتمبر، بينهم مئات الآلاف نزحوا منذ أمس فقط.
وكان المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، قد أعلن في وقت سابق اليوم، أن أكثر من 200 ألف شخص نزحوا داخليًا في لبنان جراء الهجمات الإسرائيلية.
والعديد من العائلات تجبر على ترك منازلها تحت القصف، بينما المدارس والمساجد والمراكز الاجتماعية أصبحت مراكز إيواء مؤقتة، بعضهم يسكن لدى أقارب، لكن الغالبية العظمى يعيشون في ظروف غير مستقرة، مما يزيد من التوتر والقلق لدى المدنيين.
والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والصليب الأحمر، أعربت عن قلقها العميق إزاء هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وتوفير ممرات آمنة للمدنيين.
ومع استمرار العمليات العسكرية، يبدو أن التوترات ستزداد ما لم يكن هناك تدخل دولي لتهدئة الأوضاع.
سياسيًا، تتزايد الدعوات الدولية لتهدئة الصراع وفتح قنوات الحوار بين الأطراف المعنية.
ولكن على الأرض، ما تزال الأوضاع تسير نحو المزيد من التصعيد، مع عدم وجود بوادر لحل قريب يخفف من معاناة السكان المدنيين في الجنوب اللبناني.