ورد تضارب واسع في الأنباء خلال الساعات الماضية، أثارت تساؤلات عدة بشأن الأوضاع الحقيقية في جنوب لبنان، حيث قالت إسرائيل إنها توغلت في تلك المنطقة، بينما نفي اليونيفيل ذلك.
وأعلنت إسرائيل التوغل بريًا في عددٍ من النقاط اللبنانية الحدودية، لاستهداف معاقل حزب الله على الحدود.
وأكد المتحدث باسمه دانيال هاغاري، في إحاطة مصورة اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل “لن تسمح بهجوم مماثل لـ 7 أكتوبر على حدودها من أي جهة”.
وأضاف، أن “عدم قدرة الحكومة اللبنانية ودول العالم على إبعاد حزب الله عن الحدود لا يترك لتل أبيب خيارًا”، واتهم حزب الله بتحويل قرى لبنانية إلى قواعد جاهزة للهجوم على إسرائيل، وفق زعمه، وشدد على أن “الحرب الإسرائيلية هي مع حزب الله وليست مع شعب لبنان”.
ورغم ذلك الإعلان الإسرائيلي، نفت جماعة حزب الله الأمر تمامًا، حيث أكد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، دخول قوات إسرائيلية إلى لبنان، وفق وكالة “رويترز”.
وأضاف: أن مهاجمة الحزب لمقر الموساد والوحدة 8200 القريبة من تل أبيب “ليست إلا البداية”، في إشارة منه إلى 10 صواريخ أرض- أرض (باليستية) أطلقتها الجماعة من لبنان تجاه تل أبيب ووسط إسرائيل اليوم الثلاثاء.
كما أكدت قوة اليونيفيل، اليوم الثلاثاء، أيضاً، أنه ما من توغل بري إسرائيلي الآن في لبنان، وقالت الناطقة باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) أندريا تيننتي لوكالة فرانس برس: “لا توغل بريا الآن”، وذلك بعد تحذير القوة الدولية – في بيان- من أن أي عبور إلى لبنان يعد انتهاكاً لسيادة لبنان وسلامة أراضيه.
ودعت الأطراف كلها إلى التراجع عن مثل هذه الأفعال التصعيدية التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف وسفك الدماء.
وفي وقت سابق الثلاثاء، نشرت اليونيفيل بيانًا جاء فيه، أنه “رغم هذا التطور الخطير، فإن حفظة السلام ما يزالون في مواقعهم. نحن نعمل بانتظام على تعديل وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر”.
وأضافت، أن “سلامة وأمن قوات حفظ السلام أمر بالغ الأهمية، ونذكّر جميع الأطراف بالتزاماتها إزاء احترام ذلك”، مؤكدة أن: “أي عبور إلى لبنان يشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية وسلامة أراضي لبنان، وانتهاكاً للقرار 1701. إننا نحث جميع الأطراف على التراجع عن مثل هذه الأعمال التصعيدية التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف وإراقة المزيد من الدماء”.
واعتبرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، أن “ثمن الاستمرار في مسار العمل الحالي باهظ للغاية”، داعية إلى “حماية المدنيين، وعدم استهداف البنية الأساسية المدنية، واحترام القانون الدولي”.
وتابعت في البيان: “إننا نحث الأطراف بقوة على إعادة الالتزام بقرارات مجلس الأمن والقرار 1701 (2006) باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى هذه المنطقة”.
كما نقلت “فرانس برس” عن مصدر من الجيش اللبناني، أن وحداته “لم ترصد” أي توغل إسرائيلي عبر الحدود.
وقال المصدر: “لم نرصد أي توغل من قوات العدو باتجاه الأراضي اللبنانية”، في إعلان جاء بعد نفي قوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان “يونيفيل” وحزب الله حصول أي توغل إسرائيلي.