يبدو أن الحرب باتت حتمية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، إذ تصاعدت الأحداث بصورة كبيرة أخيرًا، بينما برزت التهديدات الإسرائيلية بغزو بري لجنوب لبنان في الشمال أمر وارد، رغم استبعاد بعض المحللين ذلك.
وزادت تلك التهديدات مصداقية، بعدما نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” خبرًا عاجلًا، بأن الدبابات الإسرائيلية تنتظر الأوامر قرب الحدود مع لبنان، وذلك بعد استدعاء كتيبتين من جنود الاحتياط.
كما اتجهت قوافل عدة من سيارات ومركبات عسكرية على الطرق في شمال إسرائيل، وفق ما أظهرت صور عدة من عين المكان، ونقلت الشاحنات غرفًا آمنة محمولة، فضلًا عن دبابات، وآليات وغيرها.
وأكد مسؤول أمني إسرائيلي أن أي عملية برية على الحدود اللبنانية ستكون قصيرة قدر الإمكان، أضاف طالبًا عدم كشف اسمه “سنحاول تنفيذها بأقصر وقت ممكن”. وقال “أعددنا لتلك العملية بشكل يومي، ومن المؤكد أنها في متناولنا”، حسب ما نقلت فرانس برس.
فيما قال أحد الجنود الإسرائيليين، يبلغ من العمر 20 عامًا، قاتل سابقًا في قطاع غزة، إن فرقته وصلت للتو إلى الشمال، مضيفًا أنه خضع لتدريبات على مناخ لبنان المختلف وتضاريسه الجبلية، وفق ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست”
وفي سياق مختلف، تحدث عن “حرب من نوع مختلف” في لبنان. وأكد أن الجنود مستعدون للغزو البري، لكنه أردف قائلًا “لا نعرف ما إذا كان سيحدث، لكننا نستعد”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس الخميس أنه أجرى مناورة تحاكي غزوًا بريًا للبنان، وبدوره أكد قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، أن سلاحه يتحضر لدعم القوات في الشمال خلال عمليات برية ضد حزب الله.
كما قال حزب الله، الجمعة، إنه قصف مدينة طبريا الواقعة على بعد أكثر من ثلاثين كيلومترًا عن الحدود مع لبنان، بدفعة صاروخية، ردًا على غارات كثيفة تستهدف بلدات عدة في جنوب لبنان وشرقه.
وأورد الحزب في بيان أن مقاتليه قصفوا مدينة طبريا بدفعة صاروخية وذلك “ردًا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين”، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي أن مسيّرات وصواريخ دخلت الأجواء الإسرائيلية من لبنان.
وفي سياق متصل، نقل موقع أكسيوس، الجمعة، تصريحات لمسؤول أمريكي كشف فيها أن بيان مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأخير لم يرفض المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في لبنان.
وأكّد أن مقترح وقف إطلاق النار في لبنان لا يزال مطروحًا وإدارة بايدن تواصل العمل عليه، مضيفًا؛ “الولايات المتحدة ستواصل الضغط على إسرائيل لتجنب غزو بري للبنان”، وفق المسؤول.
يذكر أن التصعيد الإسرائيلي العنيف على لبنان بدأ منذ يوم الإثنين الماضي، بعد ضربات قاسية تلقاها حزب الله، عبر تفجير آلاف أجهزة النداء والاتصال اللاسلكي (البيجر والووكي توكي) على مدى يومين متتالين الأسبوع الماضي، ما خلف عشرات القتلى والجرحى في صفوفه، فضلًا عن مدنيين.
كما اغتيل إبراهيم عقيل، قائد وحدة الرضوان، التي تعتبر “وحدة النخبة في الحزب”، مع 15 آخرين من الوحدة عينها، بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. وتلاه اغتيال آخر طال المسؤول عن وحدة الصواريخ في الحزب، فضلًا عن قائد المسيرات.
ما دفع العديد من الدول الغربية لا سيما فرنسا والولايات المتحدة إلى السعي لخفض حدة المواجهات بين الجانبين، من أجل تجنيب لبنان كارثة أي غزو محتمل، عبر السعي للاتفاق على وقف للنار، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن رفض أي هدنة أمس، قبل أن يعود ويلين موقفه، لاحقا، مشيرًا إلى أن بلاده ستبحث الأمر خلال الأيام القادمة.