نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية وثيقة لحركة حماس، تتضمن توصيات إستراتيجية لاستخباراتها، من بينها عدم الاستعجال بتنفيذ الصفقة؛ للضغط النفسي على أهالي الأسرى، وزيادة الضغط الشعبي على حكومة .
وحصلت الصحيفة الإسرائيلية على وثيقة كاملة من هذه الوثائق المنسوبة لحركة حماس، التي وضعها أعضاء متوسطو المستوى في استخبارات الحركة، ومن بين أقسامها: تعميق الحالة النفسية الإرهاب، وخطة إعادة حركة حماس إلى غزة، وقدرتها على مواجهة الحرب الطويلة.
وأكدت “يسرائيل هيوم”، أن تسريب صحيفة “بيلد” الألمانية أثار ضجة في النظام السياسي والأمني في إسرائيل والعالم، ويؤكد أن الوثيقة المشار إليها ليست موضع شك، حتى من أولئك الذين سعوا إلى منع نشرها، ولم تحددهم.
وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي، جُمِعَت كميات كبيرة من الوثائق من هذا النوع منذ بداية الحرب. والمعلومات المستخرجة منها عرضت على المستوى السياسي أيضاً في موضوع الصفقة.
وتعتبر وثيقة حركة حماس التي تم الاستيلاء عليها في غزة هي بمثابة وثيقة توصية متوسطة المستوى للسنوار، تتناول التأثير السياسي للصفقة على الحركة، وعلى إسرائيل، وخاصة على مواطنيها وعائلات المختطفين، بحسب المصدر.
وتابع أنه إذا كان أحد يعتقد أن حركة حماس تخوض صراعا تكتيكيا ضد إسرائيل، فإن الوثيقة تكشف بعدا آخر في طرق التفكير الإستراتيجي في الصراع الهادف إلى إخضاع إسرائيل من الخارج والداخل.
وتضمن نص الوثيقة التي ترجمها مراسل الشؤون العربية في صحيفة “يسرائيل هيوم” شاهار كليمان، تلقينا اقتراح الوسطاء الأخير بتاريخ 8 أبريل/ نيسان، والمكون من ثلاث صفحات تحت عنوان”المبادئ الأساسية للتوصل إلى اتفاق بين الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني في غزة بشأن تبادل الرهائن والأسرى والعودة إلى السلام الدائم”.
كما جاء في الوثيقة الموجهة للسنوار: “هذه هي العوامل: درجة صمود الجبهة الداخلية، ودرجة قدرة قواتنا على الالتزام والعمل، ومستوى الإنهاك على الجبهة الداخلية للعدو ونظامه السياسي وجيشه، ومستوى الضغط الدولي وشرعية الحرب، ودور الجبهات الأخرى حزب الله، إيران، الحوثيين”.
بينما لم يذكر اسم السنوار نفسه في الوثيقة، لكن المسؤولين الإسرائيليين الذين حللوا الوثيقة يعتقدون أنه كان مقدرًا له أن يكون رئيسًا للحركة، وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن نفي أو تأكيد ما إذا كانت الوثيقة قد وصلت إلى وجهتها، وفق إشارة “يسرائيل هيوم”.
وتشير الاستنتاجات التي توصل إليها كاتبو الوثيقة، أنه لا ينبغي الاستعجال بتنفيذ الصفقة على أمل تحسين المواقف، بل يجب التصرف “بمرونة” حتى لا تقع المسؤولية على حركة حماس وبشكل عام، ينبغي إبداء المرونة حتى لا تتحمل حماس مسؤولية الفشل في التوصل إلى اتفاق.
وتضيف وثيقة حماس: “يجب أن تبرز الصياغة الإعلامية عناد العدو؛ أي أن العدو يصر ويرفض العرض الأمريكي”.
واستقبلت حركة حماس في منتصف مارس/ آذار أن هناك ضرورة للتشاور مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني وأنصار الله بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في حال قررت حماس هدنة مدتها ستة أسابيع فقط أو لا”.
وتضيف الوثيقة، “من قبيل المناورة السياسية وإلقاء الكرة في ملعب العدو والوسطاء، طرح فكرة انسحاب كامل من قطاع غزة في نهاية المرحلة الأولى، مقابل الموافقة على انتشار قوات عربية على الحدود الشرقية والشمالية، على أن تنتشر في نهاية المرحلة الأولى، لذلك وأن القوة العربية ستكون حاجزاً يمنع العدو من الإغارة على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، إلى حين إعادة تنظيم صفوف حماس وقدراتها العسكرية”.
وتضمنت الوثيقة التي تنسبها “يسرائيل هيوم” لحركة حماس، إلى “استمرار الضغط النفسي على أهالي الأسرى في الوقت الحالي، وخلال المرحلة الأولى ليزداد الضغط الشعبي على حكومة نتنياهو”.
وتابعت، أنه “من الممكن تحسين بعض الشروط الأساسية في الاتفاق، حتى لو استمرت المفاوضات لفترة أطول، ومتى نستفيد من عوامل الضغط على العدو”.
كما شملت: “تتم الموافقة على الاقتراح ببضع ملاحظات، حتى لا يكون من السهل الإشارة إلى أن حماس هي الطرف الذي يعرقل الاتفاق”، وتشمل هذه الملاحظات شروط حركة حماس، والتي من بينها “حق حماس في تسمية 100 أسير، وعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، وفتح شارعي رشيد وصلاح الدين المحاور الطولية الرئيسية في قطاع غزة، بشرط أن يكون في اليوم الأول أو الثاني من الاتفاقية”.