بالرغم من الخلافات السياسية بين أطراف الصراع في ليبيا، إلا إن بعد مرور عام على الكارثة التي حلت بمدينة درنة الليبية إثر الإعصار المدمر الذي اجتاح المدينة، مسببًا دمارًا هائلًا، خلف آثارًا مدمرة على البنية التحتية والحياة اليومية للسكان، وقد مضى عام على تلك الكارثة الطبيعية، بدأت المدينة في عملية شاقة لإعادة الإعمار.
الإعصار الذي ضرب درنة قبل عام أدى إلى تدمير واسع النطاق للمباني والمرافق العامة، العديد من الأحياء السكنية دُمرت بالكامل، وواجهت المدينة أضرارًا جسيمة في شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، تأثير الإعصار لم يكن محدودًا على البنية التحتية فقط، بل شمل أيضًا حياة السكان، حيث فقدت الكثير من الأسر منازلها وأصبحت تعيش في ظروف صعبة.
حيث في الذكرى السنوية الأولى لكارثة الإعصار، ما يزال سكان درنة يتذكرون السيول التي ضربت مدينتهم، مخلفة قرابة 4 آلاف قتيل، وآلاف المفقودين، بالإضافة إلى خسائر مادية واسعة، والمدينة الواقعة على الساحل الشرقي للبلاد تشهد مساعي تبذلها سلطات بنغازي للتعافي، وإعادة إعمار ما هدمه الإعصار، لكن هذه الجهود لم تخل من جدل على خلفية الانقسام السياسي والحكومي.
تسعى مدينة درنة إلى بناء مستقبل أكثر إشراقًا بعد الإعصار المدمر، حيث يتطلع السكان إلى استعادة حياتهم الطبيعية والعودة إلى استقرارهم الأمل كبير في أن تحقق مشاريع الإعمار تحسينات ملحوظة في جودة الحياة، وتعزز من صمود المدينة في مواجهة أي تحديات مستقبلية.
وعملية إعادة إعمار مدينة درنة بعد مرور عام من الإعصار المدمر تمثل تحديًا كبيرًا، لكنها أيضًا فرصة لإعادة بناء المدينة بشكل أفضل وأكثر استدامة.
جهود الحكومة الليبية والمجتمع الدولي، رغم التحديات القائمة، توفر الأمل في تحسين الوضع وإعادة المدينة إلى سابق عهدها.
وعلى خلفية الانقسام السياسي، تشهد ليبيا صراعًا على إدارة المصرف المركزي، يعتقد البعض أنه ربما قد يؤثر على عملية الإعمار التي تشهدها مدن ليبية أخرى.
وعلى الرغم من الجدل حول عملية الإعمار الراهنة بالمدينة التي يضطلع بها صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، ولكن ما تم إنجازه، وخصوصاً الجسور التي يتم تشييدها لإعادة ربط شرق المدينة بغربها بعد الفيضان، يحظى برضا غالبية المواطنين، وأيضاً ما يتردد عن قرب توزيع وحدات سكنية على المتضررين.