ذات صلة

جمع

هل تسعى إيران لملء الفراغ الأميركي في العراق مع اقتراب انسحاب التحالف الدولي؟

مع اقتراب الانسحاب المرتقب للتحالف الدولي من العراق، يتصاعد...

قرار سويسري بحبس طارق رمضان حفيد مؤسس الإخوان بالسجن بتهمة الاغتصاب

قضت محكمة استئناف سويسرية، اليوم الثلاثاء، بإدانة حفيد مؤسس...

الكشف عن تفاقم العجز المالي الإسرائيلي بسبب حرب قطاع غزة

الحرب على قطاع غزة التى تقوم بها إسرائيل كانت...

المناظرة الأخيرة.. “هاريس” في مواجهة “ترامب” من يمتلك الكاريزما يفوز

على الرغم من الأداء الخاص بكاريزما يمتلكها الرئيس السابق...

هل تسعى إيران لملء الفراغ الأميركي في العراق مع اقتراب انسحاب التحالف الدولي؟

مع اقتراب الانسحاب المرتقب للتحالف الدولي من العراق، يتصاعد التساؤل حول مدى سعي إيران لملء الفراغ الذي سيتركه هذا الانسحاب في المشهد العراقي، يعكس هذا التوجه الإيراني استراتيجيتها الهادفة إلى تعزيز نفوذها الإقليمي وتحقيق أهدافها السياسية والجغرافية في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما قد يحمل تداعيات عميقة على استقرار العراق والأمن الإقليمي.

وتسعى إيران منذ سنوات إلى تعزيز تأثيرها في العراق من خلال مجموعة من الأدوات السياسية والاقتصادية والعسكرية. فقد أسست طهران شبكة من الحلفاء المحليين، بما في ذلك فصائل الحشد الشعبي، والتي تعد جزءًا من قوات الأمن العراقية الرسمية.

وتستفيد إيران من هذا النفوذ لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، مثل تحقيق الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الموالية لها وتعزيز وجودها على الحدود الغربية للعراق.

وتأتي الزيارة التي يقوم بها الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، إلى العراق في فترة تشهد فيها العلاقات بين البلدين كثيرًا من التعقيدات. كما أنها تتزامن مع توترات إقليمية عديدة.

اتخذت إيران في البداية موقفا رافضًا للغزو الأمريكي للعراق، على عكس بعض حلفائها من القوى السياسية العراقية الذين كانوا داعمين لإسقاط نظام حزب البعث، موقف إيران ذاك كان لخشية طهران من الوجود الأمريكي ونفوذه على حدودها الغربية حسبما يرى مراقبون، ولذلك دعمت إيران ما تسمى فصائل المقاومة العراقية “المناهضة للوجود الأمريكي سواء كان بالتدريب أو التسليح”.

من المتوقع أن يفتح انسحاب التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، المجال أمام إيران لتوسيع دورها في العراق. تُمكن إيران من الاستفادة من هذا الوضع لتعزيز نفوذها عبر دعم القوى الموالية لها وتقديم المساعدات العسكرية والمالية. كما أن طهران قد تسعى إلى فرض نفسها كقوة ضامنة للاستقرار في العراق، مما يتيح لها فرصة للتأثير على السياسة العراقية بشكل أكثر فعالية.

وأشارت المصادر إلى أنه “تم الاتفاق بشكل كبير على الخطة، وتنتظر موافقة نهائية من البلدين وتحديد موعد للإعلان عنها”.

وأضافت، أن الإعلان الرسمي كان مقررًا في البداية أن يصدر قبل أسابيع لكنه تأجل بسبب التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأيضا لتسوية بعض التفاصيل المتبقية.

في هذا السياق، فإن إيران قد تستثمر أيضاً في تعزيز وجودها الاقتصادي من خلال مشاريع تنموية واستثمارية، مما يسهم في بناء علاقات أعمق مع الفصائل السياسية العراقية. تُعتبر إيران من أكبر الشركاء التجاريين للعراق، وتوفر دعماً اقتصادياً يتجاوز ما تقدمه القوى الأخرى، مما يزيد من قوتها الناعمة في المنطقة.

من جهة أخرى، يتعين على المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة في العراق مراقبة التطورات عن كثب لضمان عدم تصاعد الأوضاع إلى صراعات جديدة. تواجه الحكومة العراقية تحديات كبيرة في الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتحقيق توازن بين القوى المتنافسة. أي محاولة لإيران لملء الفراغ قد تؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية والسياسية، مما قد يؤثر على جهود بناء دولة مستقرة.

الأمر لا يقتصر على العراق فقط، بل يمتد تأثيره إلى الساحة الإقليمية الأوسع. إن تعزيز إيران لنفوذها في العراق قد يؤثر على الديناميات الإقليمية ويزيد من حدة التوترات مع دول أخرى في المنطقة.

خاصةً وأن الدول العربية والولايات المتحدة قد ترى في هذا التحرك تهديداً لمصالحها الأمنية والاستراتيجية؛ مما قد يؤدي إلى ردود فعل تصعيدية تهدد الاستقرار الإقليمي.

بناءً على ذلك، فإن انسحاب التحالف الدولي من العراق قد يمثل نقطة تحول حاسمة في العلاقات الإقليمية والسياسة العراقية. من المهم أن تكون هناك استراتيجيات دولية واضحة للتعامل مع هذه التغيرات وضمان عدم تفاقم الأزمات، بما يساهم في تحقيق الاستقرار والأمن في العراق ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.