تزايدت المخاوف الداخلية لدى إسرائيل من الدور المستقبلي الذي يمكن أن يلعبه معتقلو حركة حماس لديهم، وهو ما كشفه خطاب سري مسرب تناقلته وسائل إعلام عبرية، اليوم الجمعة.
وتبين أن الخطاب السري أرسله مفوض مصلحة السجون الإسرائيلية كوبي يعقوبي، بشأن معتقلي حركة حماس في سجون إسرائيل، موجه إلى كل من رئيس هيئة الأمن القومي تساحي هانغبي، ورئيس هيئة الأركان العامة هرتسي هاليفي، ورئيس “الشاباك” رونين بار، ووزير الدفاع يوآف غالانت.
ويتضمن الخطاب، الذي نشرته صحيفة “يسرائيل هايوم” تحذيرات من صفقة الأسرى التي يجري التفاوض بشأنها، ومن المقرر أن تشمل عملية تبادل لمحتجزين من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني حال نجاح.
وحذّر يعقوبي في خطابه من أن معتقلين من حماس كُلفوا بالفعل بأدوار قيادية، بينما يقبعون في السجون، وأنهم سيندمجون في القيادة السياسية والعسكرية للحركة فور إطلاق سراحهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن مفوض مصلحة السجون لم يبدِ اعتراضًا على مسألة إطلاق سراح معتقلين من حماس ضمن الصفقة، لإدراكه أنه لا صفقة دون تبادل، ولكنه يطالب بوضع المعلومات الاستخبارية التي جمعتها أذرع الأمن في مصلحة السجون بعين الاعتبار.
وأضافت أن خطاب يعقوبي طالب الجهات التي راسلها بأن تدرس الأسماء التي حددها، وأن ترفض إطلاق سراحهم ضمن الصفقة، ودعاها إلى رفض أسماء بعينها، دون أن تذكرها الصحيفة.
وتابعت أن مفوض مصلحة السجون أكد في خطابه أنه، حتى لو اضطرت إسرائيل للموافقة على تلك الأسماء، فإنه يتعين التأهب للتعامل معها عقب إطلاق سراحها، منتقدًا عدم وضع المعلومات الاستخبارية الخاصة بمصلحة السجون بعين الاعتبار حتى هذه اللحظة.
كما ذكر الخطاب أن كل قيادة حماس العسكرية في العقد الأخير هي من شخصيات أطلق سراحهم، سواء منذ صفقة الجندي جلعاد شاليط، أو من قرارات الطرد والإبعاد التي كانت إسرائيل قد أصدرتها في الماضي.
وأوضح أنه عقب الضربات الكبيرة التي تعرضت لها القيادة السياسية والعسكرية لحماس، فإنه يتعين العمل استنادًا إلى فرضية أن الفراغ الذي تعاني منه حماس سيشغله المعتقلون الذين يتواجدون حاليًا في السجون الإسرائيلية، وسوف يُفرج عنهم ضمن الصفقة.
وتضمنت المعلومات التي وردت في الخطاب إن أدوارًا قيادية وُزعت بالفعل على شخصيات فلسطينية في المعتقلات الإسرائيلية، منها مناصب كبرى على رأس القيادة العسكرية تحسبًا لنهاية الحرب، أي أن كل مفرج عنه بشكل محتمل، يعلم من الآن أي منصب سيشغله في حماس حين يتحرر.
كما حذّر الخطاب من تسبب إطلاق سراحهم في “خطر أمني كبير من شأنه أن يؤدي إلى اعتداءات إرهابية قاتلة وتدفق دماء جديدة في القيادة السياسية والعسكرية لحماس”، وفق الوصف الذي استخدمه مفوض مصلحة السجون الإسرائيلية.