لم تقتصر حالة التوتر والقلق التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على المسئولين والحكومات، وإنما امتدت إلى الشعوب والمواطنين أيضًا، مع التهديدات المتبادلة بشن حرب على إسرائيل من قبل إيران وحزب الله، بعد اغتيال تل أبيب لمسئولين بارزين في حركة حماس وحزب الله.
وفي ظل ذلك والتهديدات والتصريحات الأخيرة، سيطر القلق والذعر على الإسرائيليين وسط هجوم محتمل من قبل إيران وحزب الله، لذا تهافتوا على شراء السلع الأساسية بشكل جماعي مما أدى إلى تفريغ المتاجر الغذائية.
كما شهد الشارع الإسرائيلي حالة من التوتر والذعر غير المسبوق، وتزاحم الإسرائيليون على ماكينات الصراف الآلي، وبدأوا في تخزين الطعام والأدوية وشراء المولدات الكهربائية خوفًا من ضربة انتقامية إيرانية.
ونجحت الحرب النفسية الإيرانية في رفع مستويات الذعر لدى الجمهور الإسرائيلي الذى وصف ما يحدث بعبارة “سوف هعولام” أو نهاية العالم، والواقع أن هذا التوصيف ليس به قدر كبير من المبالغة، خاصة أن إسرائيل وإيران لديهما قدرات عسكرية ضخمة.
لذا سارع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بمحاولة “التقليل من حالة الذعر في الشارع الإسرائيلي خشية قصف حزب الله منطقة تل أبيب الكبرى”.
وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد نقلت عن غالانت قوله إن “عدونا يحاول زرع الخوف، والرد على هذه المحاولات هي أن نعيش حياتنا بشكل طبيعي”، مضيفًا “سنقدم إنذارا في حال اندلع شيء ما”.
وجاءت تصريحات غالانت خلال حضوره اجتماعًا للجبهة الداخلية، وسبقت اجتماعا للطاقم الأمني الوزاري المصغر على خلفية حالة التأهب القصوى في إسرائيل، وتطرق إلى مديرية تم تأسيسها من أجل إقامة مدينة خيام واسعة -ستكون غالبًا بمنطقة النقب- لاستيعاب نازحين إسرائيليين في حال اندلاع هذه الحرب.
كما أن هناك إجراءات إسرائيلية معلنة وأخرى غير معلنة بخصوص استعدادات الجبهة الداخلية في حال اندلعت حرب شاملة أو هجوم واسع النطاق من إيران أو حزب الله.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إن “حزب الله”، “عليه التفكير مرتين” في عواقب مهاجمة إسرائيل، وبدء حرب أوسع معها، مضيفا أنه بدرك مخاطر اتساع رقعة الحرب في غزة لتتحول إلى صراع إقليمي مخاطرة، لكنني مستعد لخوضها.
وأضاف نتنياهو، في لقاء مع “مجلة” تايم” الأمريكية، أنه سبق أن أعلن في الماضي عن إنشاء لجنة تحقيق مستقلة، مؤكدًا أنه لا يمكن تشكيلها في حالة حرب: “سيكون هناك الكثير من الوقت لفحص الإخفاقات الاستخباراتية والعملياتية والسياسية التي ساهمت في هذا الأمر”.
وادعى نتنياهو، أن “إسرائيل تواجه “محورًا إيرانيًا كاملًا”، وليس فقط حماس، ويحذر من تصعيد محتمل في جبهات أخرى، بما في ذلك الشمال مع حزب الله في لبنان، في الخليج مع الحوثيين في اليمن، والأهم من ذلك مع إيران”.
وقال نتنياهو: “قلت إنه بعد الحرب ستكون هناك لجنة تحقيق مستقلة وسيتعين على الجميع تقديم إجابات، بما في ذلك أنا. لكن لا يمكن القيام بذلك في وسط الحرب. هل أعتذر؟ بالطبع بالطبع، أنا آسف بعمق لحدوث شيء كهذا. ودائمًا ما ننظر إلى الوراء ونسأل، هل كان بإمكاننا فعل شيء لمنع ذلك. سيكون هناك وقت طويل لفحص الفشل الاستخباراتي والعملياتي والسياسات التي ساهمت في ذلك. لكنني أعتقد أن ارتكاب ذلك الآن سيكون خطأ”.