بخلاف التصريحات الهجومية والادعاءات الكاذبة التي يدعيها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” تجاه إسرائيل ومحاولته تزييف العلاقات القوية التي تجمعه مع تل أبيب للمتاجرة بالقضية الفلسطينية وكسب تأييد شعبي، توجه مؤخرًا بشكر خاص لإسرائيل.
منذ توليه السلطة، سعى “أردوغان” لتوطيد علاقاته مع إسرائيل، وعقد الصفقات والاتفاقيات وتقديم يد العون لبعضهم البعض طوال الوقت، لذلك شكر الرئيس التركي الدول التي اقترحت مساعدة بلاده لتجاوز آثار الزلزال في ولاية إزمير والذي تسبب بخسائر مادية وبشرية، وكانت في مقدمتهم إسرائيل.
وكتب “أردوغان”، في تغريدة له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، منذ ساعات اليوم السبت: “أود أن أشكر جميع الدول الصديقة، التي أعربت عن استعدادها للمساعدة، من خلال رسائل التعزية وتمني الشفاء للمصابين”، مرفقًا تغريدته بصورة ضمت مجموعة من الأعلام كان بينها، علم إسرائيل.
ويأتي ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي استعداده لتقديم مساعدات عاجلة إلى تركيا، جراء الزلزال القوي في ولاية إزمير غرب البلاد الذي ضرب البلاد أمس الجمعة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الوزراء بالإنابة، “بيني غانتس”، في بيانه، إنه كلف الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لمساعدة تركيا في التعامل في حال زيادة تداعيات الزلزال.
وأبدى “غانتس” لملحق أنقرة العسكري في إسرائيل دعمه وتعازي إسرائيل واستعدادها لدعم تركيا بما يشمل إرسال فريق خبراء فورًا للمساعدة في تنفيذ أعمال البحث والإنقاذ في المناطق المتضررة، فضلاً عن استعدادها لتدشين مستشفيات ميدانية مؤقتة.
وتعرضت ولاية إزمير غربي تركيا أمس الجمعة لزلزال عنيف، أعقبه زلزال ثان ضرب في بحر “إيجا” وتسبب بوفاة 25 شخصًا وإصابة أكثر من 800 آخرين، فضلاً عن الكثير من الخسائر المادية.
وترتبط الدولتان بعلاقات اقتصادية قوية، حيث إنه في مطلع الشهر الجاري، كشف صحفي تركي “إبراهيم هوسلو أغلو” حجم الاستثمارات بين البلدين، ووصلت التجارة بين تركيا وإسرائيل في الأشهر التسعة الأولى للعام الجاري حوالي 3.2 مليار دولار، رغم الانهيار الاقتصادي وتدهور الليرة وتفشي جائحة “كورونا” ما يعني أن أنقرة حافظت على نشاط التجارة مع تل أبيب.
وخلال الأشهر الأولى من 2020، تضاعفت مبيعات الفاكهة المجففة بين البلدين بنسبة 64% مقارنة مع الفترة ذاتها في 2019، ونمت المنتجات السمكية بأكثر من 36% وقفزت الحبوب والبقوليات بنحو 18%، كما ارتفعت صادرات الفاكهة والخضروات إجمالاً بأكثر من 25%.
وأضاف أن الصادرات الغذائية والمشروبات التركية شهدت ارتفاعًا في الفترة نفسها إلى إسرائيل، رغم العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين إسرائيل وتركيا، لكنها لم تؤثر على العلاقات التجارية، وفقًا لما قاله.
كما أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن المصالح التجارية المشتركة بين إسرائيل وتركيا “هي الأساس الذي تُبنى عليه العلاقات بين الدولتين”، مشيرة إلى الطفرة في العلاقات التجارية بين المستثمرين الإسرائيليين ونظرائهم الأتراك.
وتابعت أن هناك مهمة تجارية افتراضية لمدة 18 يومًا لصناعة الأغذية والمشروبات نظمتها رابطة مصدري المنتجات المائية والحيوانية في البحر الأبيض المتوسط التركية، جذبت اهتمام مجموعة كبيرة من الشركات الإسرائيلية بينها محلات السوبر ماركت، وتجار التجزئة، والمستوردين، ومصنعين باحثين عن الأفضل في المأكولات، والمشروبات، والفواكه، والخضروات التركية وغيرها.
