تركز السلطات الفرنسية جهودها على مدار الأيام الماضية، على كشف تفاصيل الهجوم على كنيسة مدينة “نيس” والوصول للإرهابيين المسؤولين عنها، لذلك توصلت لمتهم جديد بالحادثة، بعد التونسي “إبراهيم عيساوي”.
وأوردت شبكة “سكاي نيوز” عربية، اليوم، نقلاً عن مصدر قضائي تونسي، أن السلطات الفرنسية اعتقلت الإرهابي وليد السعيدي الذي ظهر عبر مقطع فيديو يعلن فيه تبني تنظيم “أنصار المهدي” لاعتداء “نيس”، حيث إنها أعلنت مسبقًا توقيف مشتبه به ثالث على ذمة التحقيق في هجوم “نيس” جنوب شرقي البلاد.
وكانت صفحات عَبْر مواقع التواصل الاجتماعي، تداولت مقطع فيديو يظهر فيه رجل يعتمر عمامة ويدعي انتسابه إلى جماعة تدعى “أنصار المهدي في تونس والمغرب العربي” معلنًا تبنيه للعملية الإرهابية في نيس.
وقال الإرهابي في الفيديو: “نعلن تبنينا للعملية المباركة في نيس والتي قام بها أخونا إبراهيم العيساوي ونهدي هذه العملية إلى كل المسلمين في أصقاع العالم بمناسبة المولد النبوي”، محذرًا الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” بكف الأذى عن المسلمين في فرنسا.
وبالتزامن مع ذلك، أعلن المتحدث باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهابي محسن الدالي أن القضاء بدأ التحقيق في وجود تنظيم إسلامي تونسي مسؤول عن العملية الإرهابية في مدينة “نيس” الفرنسية، مضيفًا أنه من السابق لأوانه الإعلان بمدى جدية هذا التنظيم من عدمه، بالإضافة إلى التحقيق في إمكانية ضلوع متعاونين داخل تونس مع منفذ هجوم “نيس” ذي الجنسية التونسية.
وتعتبر جماعة أنصار المهدي أو أنصار الإمام المهدي، هم أتباع الأمام أحمد الحسن اليماني، ويتزعمها السيد أحمد الحسن، الذي يزعم اتباعه أنه وصي ورسول المهدي المنتظر ثاني عشر الأئمة عند الشيعة المذكور في وصية رسول الله في الليلة التي كانت فيها وفاته بعد الأحداث المعروفة برزية الخميس.
وتوجد جريدة أسبوعية باسم “الصراط المستقيم” تصدرها تلك الجماعة التي تختلف عقائدها عن الاتجاه الشيعي السائد، وسبق أن كانوا طرفًا بالاشتباكات العنيفة مع قوى الأمن العراقية بمدن “البصرة” و”الناصرية” في يناير 2008، بالتزامن مع احتفال الشيعة بمراسم شهر محرم وعاشوراء، وأسفرت عن مقتل خمسة من عناصر الشرطة العراقية، وجرح 46 شرطيًا و11 جنديًا بجروح مختلفة، ووفاة 7 من المدنيين.
يوم الجمعة الماضية، شهدت نيس الفرنسية هجومًا داميًا في كنيسة “نوتردام”، الذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص، اثنان منهم ذبحًا، واعتقلت الشرطة منفذ الهجوم الذي “كان يردد بلا توقف الله أكبر”.
وقبل ساعات تم التوصل لأحد منفذي الهجوم، وهو شاب تونسي يدعى إبراهيم عيساوي، يبلغ من العمر 21 عامًا، وصل أوروبا بشكل غير قانوني ولم ينتقل إلى فرنسا إلا قبل مدة قصيرة.