نحو التوافق حول هدنة في قطاع غزة بعدما شهدت المنطقة تصعيدًا خطيرًا في الآونة الأخيرة، بات على رئيس الوزراء الإسرائيلي التنحي قليلاً نحو الهدنة في ظل ضغوطات مكثفة تتعرض لها تل أبيب من جميع الجوانب بعدما تمت مهاجمة العاصمة الإسرائيلية من قبل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران وكذلك حزب الله في جبهة الشمال.
وبينما تواصل القوات الإسرائيلية عملية في خان يونس بجنوب قطاع غزة بعد أن أصدرت أوامر إخلاء لبعض المناطق التي قالت إن مسلحين فلسطينيين شنوا هجمات جديدة منها، وكذلك استمرار الضغوطات الداخلية على نتنياهو لقبول الهدنة قبل خطابه في الكونجرس الأمريكي الأسبوع الجاري في الولايات المتحدة الامريكية، أكد مكتبه أن رئيس الوزراء أبلغ عائلات رهائن محتجزين في قطاع غزة بأنه قد يتم التوصل قريبًا إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح أقاربهم، وذلك رغم استمرار المواجهات في قطاع غزة.
بينما قال مسؤولون بالأمم المتحدة، إن آلاف الأشخاص فروا إلى مناطق أكثر أمنًا بعد قصف جوي إسرائيلي، ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو الذي يزور واشنطن حاليًا بالرئيس الأميركي جو بايدن في وقت لاحق من هذا الأسبوع بعد إلقاء خطاب أمام الكونغرس.
وقال نتنياهو للعائلات، خلال زيارته لواشنطن: الظروف من أجل التوصل لاتفاق تتحسن بلا شك. وهذا مؤشر جيد”، واكتسبت الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والذي طرحه بايدن في مايو الماضي وتتوسط فيه مصر وقطر، زخمًا خلال الشهر الماضي.
وأضاف نتنياهو: “لسوء الحظ، لن يتم ذلك دفعة واحدة؛ ستكون هناك مراحل. ومع ذلك، أعتقد أنه يمكننا دفع الاتفاق والحفاظ على قدرة من أجل إطلاق سراح الآخرين الرهائن الباقين بعد أول مرحلة.
وكان روبي تشين والد إيتاي تشين، وهو جندي ما تزال جثته محتجزة في غزة ويحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية، أحد أفراد الأسر الذين التقوا بنتنياهو.
وقال تشين لراديو الجيش الإسرائيلي: “قال بالفعل إن الظروف تتحسن، لكنني أتعامل مع ذلك بشيء من الحذر”، وذكر تشين أنه يأمل أن يمارس بايدن المزيد من الضغط على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق. وانسحب بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية وأيد ترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات المقررة في نوفمبر.
في المقابل، قال سامي أبو زهري المسؤول البارز في حماس في تصريحات لوكالة ” رويترز”، إنه من الواضح أنه لا يوجد جديد في موقف نتنياهو، وأضاف: “نتنياهو ما يزال يماطل، وهو يرسل الوفود من أجل امتصاص غضب أهالي الأسرى الإسرائيليين”.
ومن المقرر أن يستأنف فريق تفاوض إسرائيلي يوم الخميس، محادثات تهدف لتحرير الرهائن مقابل الإفراج عن فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل.
وأطلق سراح 105 من الرهائن مقابل الإفراج عن 240 سجينًا فلسطينيًا خلال هدنة استمرت أسبوعًا في نوفمبر الماضي.