أعلن التلفزيون الصيني المركزي، أن الفصائل الفلسطينية أجرت في بكين حوارًا للمصالحة في الفترة من 21 إلى 23 يوليو، لتكون الصين هي حلقة السلام في العالم في الآونة الأخيرة في ظل سيطرتها على نبذ خلافات عديدة ما بين دولاً وفصائل، وأبرزها ما قامت بين السعودية وإيران.
ومؤخرًا، في محاولة منها لحلحلة معضلة الانقسام الفلسطيني، استضافت الصين 14 فصيلاً لإجراء محادثات، انتهت بتوقيع “إعلان بكين”، والفصائل الفلسطينية وبينهما حركتا فتح وحماس وقعت على إعلان بكين لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن “الفصائل الفلسطينية تتفق على تشكيل حكومة مصالحة”، وأضاف وانغ خلال توقيع “إعلان بكين” من جانب الفصائل، أن “أهم نقطة هي الاتفاق على تشكيل حكومة مصالحة وطنية موقتة حول إدارة غزة بعد الحرب”، وأشار إلى أن “قادة من فتح وحماس سيلتقون مع الصحفيين في بكين بحضور وزير الخارجية الصيني”.
وكانت قد كشفت الصين النقاب عن مقترحات مختلفة للأمن العالمي والتنمية – في إشارة واضحة إلى أنها تتودد إلى “الجنوب العالمي”، كما فعلت مع مبادرة “الحزام والطريق” من أجل ربط الصين بالعالم، عن طريق ضخ المليارات في الدول النامية.
في منتصف يونيو 2023، سافر الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” إلى الصين، وأصبح أول رئيس عربي يلتقي الرئيس الصيني “شي جين بينغ” منذ فوز الأخير بفترة رئاسية ثالثة ، وبينما ترك عباس الأراضي الفلسطينية وراءه مشتعلة على أكثر من صعيد بفعل الاعتداءات الإسرائيلية، فإنه وجد احتفاء كبيرا من بكين التي استقبلته استقبالا رسميًا قبل أن يلتقي بالرئيس الصيني في قاعة الشعب الكبرى، حيث تعد الصين من الدول الكبرى عالمياً التي اعترفت بدولة فلسطين في إشارة منها لنبذ الصراع العربي الإسرائيلي، وكذلك أعلنت إيران والسعودية استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016، بعد مفاوضات قادتها الصين.
ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، إن النجاح الخاص بالصين في تنمية السلام يعود إلى الثقة التي تبديها دول المنطقة للصين، بسبب ما تملكه من علاقات اقتصادية وتجارية من ناحية، بالإضافة لتاريخ خال من الخلافات والصراعات، حيث لم تكن بكين مسبقاً منخرطة في أي من النزاعات، ولا تملك تاريخاً استعمارياً في المنطقة وهي أمور وظفتها بكين خلال حواراتها ودبلوماسيتها، وأدت في وصول الأطراف المختلفة للاتفاق، وبالتالي فهي تتفوق على دولاً عديدة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا ولدي المعسكر الصيني ثقة في نبذ الخلافات.
وأكد فهمي – في تصريحات خاصة لملفات عربية، أن آلية الاتفاق الصيني بالفعل تغضب الولايات المتحدة وحلفاءها بغض النظر عن السلام ويعود ذلك إلى التفوق الصيني والانتشار الدبلوماسي الذي تحققه في المنطقة، مما قد يسحب البساط من الجانب الأمريكي.