بين حربٍ قاتلة وعيد بلا عيد، أصبح أطفال قطاع غزة في معاناة كبرى نتيجة لتحديات الصراع المستمرة منذ السابع من أكتوبر في العام الماضي، وبات الوضع في قطاع غزة دمويًا لدرجة كبيرة، حيث إن الأطفال والنساء هم الأكثر تضررًا في الحرب.
وأصبح الجوع في قطاع غزة هو السمة الأساسية في ظل نقصًا حادًا في الطعام داخل القطاع المحاصر دون دخول مساعدات منذ شهور، وعدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى “كارثيا من الجوع” في جميع أنحاء قطاع غزة ارتفع إلى 1.1 مليون، بما يمثل حوالي نصف السكان، وأغلبهم من الأطفال الذين يعانون مع ارتفاع حاد في درجات الحرارة.
وقد أعلن مدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة حسام أبوصفية، ارتفاع عدد الأطفال الذين استشهدوا بالمستشفى جراء سوء التغذية إلى 4 خلال أسبوع واحد، وقال أبوصفية، في مؤتمر صحفي عقده شمالي قطاع غزة: “فقدنا طفلا بقسم الحضانات في المستشفى خلال الساعات الأخيرة، وهو رابع طفل يستشهد في المستشفى خلال الأسبوع الأخير بسبب سوء التغذية”، وقال أبو صفية: “رصدنا أكثر من 250 طفلًا عليهم علامات سوء التغذية”.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن درجات الحرارة المرتفعة في قطاع غزة قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية التي يواجهها الفلسطينيون الذين نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي والقتال العنيف المتواصل منذ 9 أشهر، وحذر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة من أن أزمة صحة عامة هائلة تلوح في الأفق بسبب نقص المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الطبية، وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة في غزة والضفة الغربية: “شهدنا نزوحًا هائلاً خلال الأسابيع والأشهر الماضية، ونعلم أن هذا المزيج من الظروف مع الحرارة يمكن أن يسبب زيادة في الأمراض”.
كما أضاف أن “تلوث المياه زاد بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه وسنشهد المزيد من تلف المواد الغذائية لنفس السبب”، كذلك ستنتشر حشرات البعوض والذباب والجفاف وتكثر ضربات الشمس، إلى ذلك، أشار “بيبركورن” إلى أنه بسبب سوء حالة المياه والصرف الصحي، ارتفع عدد حالات الإسهال في غزة 25 مرة عن المعتاد.
ويقول الباحث السياسي الفلسطيني عادل الزعنون: بينما يحتفل المسلمون حول العالم بعيد الأضحى، يعيش أهالي في قطاع غزة مأساة حقيقية، حيث يعانون من الجوع والعطش، وتستمر المجازر التي يرتكبها القوات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، والمجاعة في قطاع غزة قتلت 40 طفلًا، في حين يواجه 3500 طفل خطر الموت بسبب سوء التغذية ونقص المكملات الغذائية والتطعيمات بسبب الحصار الإسرائيلي.
وأضاف الزعنون – في تصريحات خاصة لـ ملفات عربية-، أن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مع تفاقم معاناة السكان الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر والقصف المتواصل يؤدي في النهاية إلى قتل الأطفال.