ذات صلة

جمع

ساعات ويُعلن.. هاشم صفي الدين خليفة “نصر الله” في حزب الله

عقب اغتيال زعيم حزب الله اللبناني المدعوم من إيران...

بعد اغتياله.. من هو “حسن نصرالله” زعيم حزب الله

نهاية للأحداث الحالية بتصعيد أخطر من قبل إسرائيل، حيث...

تجدد عنيف للاشتباكات في الخرطوم.. وقطع الاتصالات في أم درمان

تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في...

بين “وقاحة” أردوغان و”حسم” السيسي.. الرئيس المصري ينتصر للإسلام ويرفض الإساءة

 

على مدار حوالي 28 يومًا، منذ بداية تصريحات الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، بشأن الإسلام والتي أساء فيها للدين السماوي، واستكملها مع واقعة المعلم المذبوح، انتشرت حالة من الغضب بين جموع المسلمين والعرب تجاه ذلك الأمر، ليتاجر بعض الرؤساء لاستغلال تلك الأوضاع لصالحهم وتلميع صورتهم والدعوة لمقاطعة المنتجات الفرنسية.
وبعد تلك التصريحات العديدة ومحاولة تأجيج الخلاف، خرج اليوم، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في كلمة حاسمة قوية صادقة، حصدت دعم وتأييد الجميع من المسلمين والمسيحيين لرفض المتاجرة بالإساءة للأديان، وتوضيح أساس الخلاف، ليتصدر حديثه مواقع التواصل الاجتماعي بالإشادات والفخر.
وقال السيسي، خلال احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي، اليوم: إن هناك إيمانًا كاملاً بكل الرسل يجب على الجميع إدراكه، مضيفًا: “نؤمن بكافة الديانات الأخرى، لا يستطيع مسلم -كائنًا من كان- أن يقول إنه كامل الإيمان إلا إذا أقر واعترف من صميم قلبه بكل الرسل كلهم، وأتصور أن الجميع يدرك ذلك، هذه من الحقائق المتواجدة في ديننا، لأن الرسل هم المختارون من الله، من اختاره الله نحيي هذا الاختيار ونقبله ونؤمن به”.
وتابع أن: “الإساءة للأنبياء والرسل هي استهانة بقيم دينية رفيعة، وجرح مشاعر الملايين حتى لو كانت الصورة المقدمة هي صورة التطرف، يا ترى في مليار ونص من المسلمين تفتكروا كام في المائة متطرفين، مؤكدًا: “لا يمكن أن أتصور أن يحمل المسلمون بمفاسد وشرور فئة قليلة انحرفت، أرجو أن يصل الأمر لكل من يهتم بالوعي والفهم، ومن يهتم بحقوق الناس، نحن لنا حقوق، ونطلب ألا تجرح شعورنا ولا تؤذى قيمنا”.
وأردف الرئيس المصري أن: “الحقيقة الأمر يتطلب من الجميع التوقف والتدبر في الأمور جميعها، لا أوجه أي إساءة لأي أحد الأمر يتطلب مراجعة مع النفس للجميع، مش بتكلم عن مصر عن الدنيا كلها، كفى إذاءً لنا، وإلى كل المسلمين إذا كنت تحب النبي محمد (ص)، فعليك التأدب بأدبه، والتخلق بخلقه”.
كما شدد على احترام كل الرسل وتوقيرهم لأنهم المختارون من قبل الله والإساءة لهم استهانة بقيم دينية رفيعة، لذا فتبرير التطرف تحت ستار الدين هو أبعد ما يكون عن الدين بل إنه محرّم ومجرّم، مشددًا على أن: “حرية التعبير يجب أن تتوقف عندما يصل الأمر إلى جرح مشاعر أكثر من مليار ونصف شخص، الإسلام يعتمد على التعايش السلمي بين الناس جميعًا”.
وأشار إلى أن “رسالة الإسلام التي تلقيناها من الرسول جاءت انتصارًا للحرية حرية الإيمان والاختيار والاعتقاد وحرية الفكر إلا أن كل الحريات لم تأتِ مطلقة حتى لا تحولها أهواء النفس البشرية إلى فوضى تبيح التخريب والتدمير، كما أن تلك الحريات ينبغي أن تقف عند حدود الآخرين تحترم الجميع… فما قد يعتبر قيدا على الحريات أنه يصون تبرير التطرف تحت ستار الدين”.
وتتسم تلك التصريحات بالقوة والرفض الراقي، على خلاف الإهانات والإساءة التي كان يتحدث بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الأيام الماضية، وأظهرت الندية والصراع السياسي الحقيقي مع فرنسا، والذي يحاول تطويعه لصراع ديني من أجل مصالحه، حيث قال مطلع الشهر الجاري: إن حديث الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” عن إعادة تشكيل الإسلام يعتبر “وقاحة تنم عن عدم معرفته لحدوده، ونعتبرها قليلة الاحترام والفارغة من احترام الأديان الأخرى، لا نقبل بها”، مضيفًا أن ماكرون يحاول التغطية على الأزمة التي تعيشها فرنسا والسياسات الخاطئة التي يتبعها من خلال قوله إن الإسلام في أزمة.
وقبل أسبوع، جدد هجومه بقوله، خلال اجتماع للدول الإسلامية نظمته رئاسة الشؤون الدينية، إن تصريحات ماكرون، تأتي “بغية تصفية حسابات، ومحاسبة الإسلام والمسلمين”، مضيفًا أن “المنزعجين من صعود الإسلام يهاجمون ديننا، عبر الاستشهاد بالأزمات التي كانوا هم سببًا في ظهورها”.
وفي 25 أكتوبر، قال “أردوغان”، في كلمة خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم إن “ذاك الشخص الذي على رأس فرنسا فقد صوابه في الآونة الأخيرة، فهو ينشغل بأردوغان ليلاً ونهارًا.. انظر إلى نفسك أولاً، والمكان الذي تسير إليه، الرئيس الفرنسي يعاني من مرض، وعليه الخضوع لاختبار طبي”، وهو ما أثار غضبًا فرنسيًا عارمًا تجاهه.
ويأتي ذلك، بعد تقرير لموقع “الجزيرة” حاولت فيه تشويه الإعلام المصري، واتهمته فيه بالارتباك بين دعم حملة المقاطعة لفرنسا وتركيا، محاولين فيه حشد المواطنين لمقاطعة المنتجات الفرنسية لصالح تركيا، على غرار النظام القطري الهادف لذلك الأمر ، من أجل حليفتهم أنقرة وإنقاذها من التدهور الاقتصادي الذي تعاني منه.

spot_img