في فاجعة مروعة هزت الشارع الكويتي، راح ضحيتها العشرات، إثر نشوب حريق هائل في أحد الأبنية التي تضم سكنًا للعمال في منطقة المنقف جنوب الكويت، تحرك على إثرها سريعا النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدفاع بالكويت، الشيخ فهد اليوسف لموقع الحادث وبدء اتخاذ إجراءات عاجلة.
ويعتبر هذا الحادث من أسوأ الحرائق التي شهدتها الكويت على مدى عدة أعوام، وتحديدًا منذ “حريق عرس الجهراء” الذي اندلع سنة 2009، في إحدى خيم الأفراح.
ومنذ قليل، أفادت وسائل إعلام كويتية، اليوم الأربعاء، أن حادث اندلاع حريق في مبنيين سكنيين بمنطقة المنقف بمحافظة الأحمدي، جنوبي الكويت، أدى إلى 43 حالة وفاة، و48 إصابة، بعضها بحالة خطرة.
وفي وقت سابق، قالت تقارير صحفية كويتية: إن الحريق نجم عنه مقتل ما لا يقل عن 35 قتيلا وإصابة العشرات، وأوضحت لاحقاً أنه تمت السيطرة على النيران، مؤكدة أن فرق الإطفاء سارعت إلى موقع الحريق، وما زالت تعمل على انتشال الجثث.
وحينها، صرح مدير الأدلة الجنائية في وزارة الداخلية الكويتية، اللواء عيد راشد العويهان، بأن “39 شخصًا على الأقل لقوا مصرعهم إثر حريق امتد على نطاق مبنيين سكنيين في منطقة المنقف”، معلنا تمكن قوات الدفاع المدني والإسعاف من إنقاذ 11 شخصًا في حصيلة أولية.
وأضاف، أن وزارة الداخلية تلقت بلاغا بنشوب حريق في منطقة المنقف عند الساعة 06:00 صباحا (03:00 صباحا بتوقيت غرينتش)، هرعت على إثره فرق الإنقاذ إلى المنطقة، حيث باشرت بانتشال الجثث والتعرف علي هوياتها والبحث عن ناجين.
وكانت بناية المنقف، التي شب فيها الحريق، يسكن فيها عدد من العمال الأجانب، وفقًا لمدير العلاقات العامة في قوة الإطفاء العام العميد محمد الغريب، موضحا أن الحريق اندلع في مبنى عبارة عن سكن عمال مكتظ، وأن غالبية حالات الوفاة نتجت عن الاختناق من الدخان خلال النوم، وتم إخلاء عدد كبير من قاطني العمارة.
وسرعان ما أعلنت وزارة الصحة الكويتية عن تعاملها وتقديمها للرعاية الطبية الكاملة، حتى الآن، لـ 43 حالة متأثرة بإصابات متفرقة منها إصابات بليغة و4 حالات وصلت وفاة جراء الحريق الذي حدث في بناية بمنطقة المنقف.
ومن ناحيته، تحرك سريعًا النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد اليوسف لتفقد موقع الحادث حريق بناية المنقف، وأمر بإيداع أحد مسؤولي الشركة وحارس “بناية المنقف” بالمباحث الجنائية والتحفظ عليهم لحين الانتهاء من التحقيق، وذلك في إجراء عاجل، مشدداً على عدم خروجهم من الجنائية إلا بعلمه.
وكان وزير الداخلية الكويتي قد تواجد في موقع الحريق وتفاجأ بأن عدد من يسكن العمارة هو 196 شخصاً حسب ما قاله شقيق صاحب العمارة، ووصف ما حدث بأنه كارثة حقيقية، مبينا أن الحادثة كانت نتيجة لجشع وطمع أصحاب الشركات وأصحاب البنايات وفق صحيفة القبس.
ووجه أوامر للجهات المعنية للتعامل الفوري مع التعديات بالبنايات السكنية والمواقع الأخرى لتلافي هذا النوع من الحوادث، وأمهل اليوسف أصحاب العقارات المخالفة حتى صباح غدٍ لإزالة المخالفات، وإلا سيجدون البلدية وفرق الإزالة موجودة، والإزالات ستعمل في كل مخالفة ومن دون إنذار.
وأعلن اليوسف، أن الهيئة العامة للقوى العاملة ستتحرك أيضا في ما يخص تكدس العمالة، كما اتجه إلى مستشفى العدان للاطمئنان على المصابين.
واستمع الشيخ فهد اليوسف إلى شرح مفصل من مدير عام الإدارة العامة للأدلة الجنائية اللواء عيد العويهان حول ملابسات الحريق.
وقالت وزارة الصحة -في بيان اليوم الأربعاء-، إنه تم توزيع المصابين على عدة مستشفيات في الكويت بواقع 21 حالة في مستشفى العدان و6 حالات في مستشفى الفروانية وحالة واحدة في الأميري و11 حالة في مستشفى مبارك و4 حالات في مستشفى جابر لتلقي العلاج اللازم، مؤكدة أن سائر الفرق الطبية تبذل كافة جهودها اللازمة لتقديم الرعاية والعناية الفائقة والعاجلة للمصابين.
وأشارت الوزارة، إلى أنها تتابع عن كثب حالة المصابين وتنسق مع المستشفيات والجهات المعنية في البلاد لتوفير كافة الاحتياجات الضرورية ولضمان تقديم أفضل الخدمات العلاجية، منوهة أنه تم تشكيل فرق طبية متخصصة لمتابعة حالات المصابين وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم ولذويهم.