استمرارا لمحاولته الفاسدة في كسب الدعم والتأييد العربي والإسلامي والشعبي، يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استغلال الدين الإسلامي والأزمات العالمية المتعلقة به، فبعد ترويجه لمقاطعة المنتجات الفرنسية سريا، بسبب أزمة المعلم المذبوح وتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زعم اتخاذه طريقا جديدا.
في خطوة مفاجئة من نوعها، قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شكوى، ضد زعيم حزب الحرية الهولندي اليميني خيرت فيلدرز، بسبب منشورات الثاني الذي سخر فيها من أردوغان.
ورغم ذلك الخبر الذي نشرته وكالة “الأناضول” التركية، بشكل مقتضب، لكنها لم تشر إلى الجهة أو الهيئة التي قدم لها أردوغان الشكوى، من كونها محلية أم أجنبية أو دولية، وهو ما يرجح كونها زوبعة إعلامية فقط، لحفظ ماء الوجه للرئيس التركي، وأنه لم يتقدم بأي شكاوى حقيقية.
ولذلك رجحت مواقع تركية، أن الشكوى قدمها للنيابة العامة في العاصمة أنقرة، محامي الرئيس التركي، حسين أيدن، وأنها تستند إلى المادة 104 من الدستور التركي، التي تمنع توجيه إساءة لمنصب رئيس الجمهورية التركية، وهو ما يعني أنها لا تمت للواقع بصلة وليست هادفة لحماية الإسلام، كونها تهدف لحماية أردوغان نفسه، فضلا عن أنها غير مؤثرة لتقديمها لنيابة الدولة نفسها وليست لجهة دولية، ما يثبت أنها لمجرد تلميع صورة أردوغان وكسب دعم شعبي زائف.
وكان النائب الهولندي زعيم حزب الحرية خيرت فيلدرز أعاد العام الماضي طرح خطته لإقامة مسابقة للرسوم الكاريكاتورية التي تصور النبي محمد، كما نشر عبر حسابه بموقع “تويتر” صورة كتب عليها “محمد”، ودعا المواطنين لإرسال رسومهم الكاريكاتورية بهذا الشأن، قائلا: “يجب أن تسود حرية التعبير على العنف والفتاوى الإسلامية”.
واعتبر الرئيس التركي منشور النائب الهولندي اليميني “استفزازيا ومسيئا له”، قائلا: إن العنصرية صاعدة ومتفشية في أوروبا، وقال تعليقا على الكاريكاتور الذي نشره فيلدرز عبر “تويتر”: “الفاشية غير موجودة في قاموسنا، والعدالة الاجتماعية قائمة عندنا”.