على خطا التنظيمات المسلحة الإرهابية، نظمت الجماعة الإسلامية، التي تعد الذراع السياسية للإخوان المسلمين في لبنان، استعراضًا عسكريًا في مدينة بيروت، وهو ما أثار جدل وانتقادات واسعة في لبنان.
وجاء ذلك الاستعراض العسكري خلال تشييع جثمان أحد أعضاء الجناح المسلح الذي سقط في غارة إسرائيلية، إذ فعلت الجماعة جناحها المسلح، “قوات الفجر”، بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، وشاركت مع حزب الله في استهداف المواقع الإسرائيلية، وسقط 3 قتلى بين مقاتليها.
وزعم الجماعة أن الاستعراض تضامني من رفاق القتيل، وأنّ البنادق التي ظهرت هي لمقاتليها القتلى، وأكدت على استمرار نهجها في رفض توظيف السلاح ضد الدولة، إلا أنّ نهجها وتقاربها من حزب الله أثار مخاوف في المجتمع اللبناني والمكوّن السنّي بشكل خاص.
فيما علق رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية، علي أبو ياسين على الانتقادات الداخلية حول التظاهرة المسلحة، قائلا: إنّ سلاحنا هو “الأكثر انضباطاً في لبنان”.
وطالب المشككين – حسب قوله- بأن ينشغلوا بحماية أجواء لبنان من الانتهاكات اليومية والانشغال بكيفية تحرير ما تبقى من أرض لبنانية ومحاربة الفساد وتقديم حلول لوقف استباحة البلاد، حسب حديثه.
كما قال النائب الوحيد عن الجماعة في مجلس النواب عماد الحوت: إن “نحن ضد المظاهر المسلّحة، وأن يكون هناك سلاح في الداخل اللبناني، ونطالب بوضع استراتيجية دفاعية منذ العام 2006”. لكنّ الحوت ناقض نفسه حين احتفى بمشاركة الجماعة في الهجمات على إسرائيل، إلى جانب حزب الله الذي يعمل لصالح الأجندة الإيرانية.
وكشفت صحف لبنانية، أنه تخلل التشييع انتشار عشرات المسلحين المقنعين، فيما وضعه البعض في سياق استعراض القوّة، إذ أكد النائب السنّي أشرف ريفي، أن “حزب الله على مدار أعوام طويلة قاتل من أجل ألّا يحمل أيّ طرف لبناني السلاح إلى جانبه في وجه إسرائيل، لذلك نستغرب اليوم فتح جبهة الجنوب أمام أكثر من طرف داخلي، وبناء عليه وعلى التحرّكات الأخيرة التي تقوم بها بعض المجموعات السنّية المحدودة، نعبّر عن حذرنا من أن يقوم باستغلال هذه المشهدية ومحاولة اقتحام الشارع السنّي الداخليّ”.
كما كتب النائب السني عن كتلة “تجدد” فؤاد مخزومي، عبر منصة (إكس): إن “المظاهر المسلحة التي شهدنا انتشارها في العاصمة بيروت مؤخرًا مرفوضة بكافة المقاييس، وتضعنا أمام تحدٍّ خطير، يكمن في إبقاء بيروت بعيدة عن الصراعات والمواجهات، والحفاظ على أمنها وسلمها الأهلي ومصلحة المواطنين الذين يسكنونها من مختلف المناطق اللبنانية، كما أنّه يعيدنا إلى ما كنا وما زلنا نطالب به بضرورة حصر السلاح بيد الدولة وجعل العاصمة منطقة منزوعة السلاح”.