أشهر كثيرة ولم تظهر في العراق أي مؤشرات على التوافق السياسي بين قوى الإطار التنسيقي وباقي الأطراف السياسية الأخرى لضمان التهدئة عقب انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية.
ومؤخرًا تسعى العراق لمساع سريعة من أجل إجراء انتخابات برلمانية مبكرة نهاية العام الحالي، حيث تسعى الحكومة إلى فتح الباب أمام عودة التيار الصدري من جديد.
يأتي ذلك مع تطورات سريعة وخطوات يشهدها التيار الصدري من قبل زعيمه مقتدى الصدر، أثارت التساؤلات بداية، قبل أن تتضح الصورة بشكل بسيط، وهي أنه يعتزم العودة للمشهد السياسي وإنهاء المقاطعة التي بدأها قبل أكثر من عام.
فتح باب عودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي وتقويض خطط رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بعد إعلان مشروعه السياسي وعزمه خوض الانتخابات المقبلة، ما يمكنه من منافسة قوى الإطار التنسيقي الداعمة له وأخذ مقاعد برلمانية من رصيدها الشعبي.
وتضمن البرنامج الوزاري للسوداني، الذي حصل على ثقة البرلمان بموجبه في عام 2022، بنودًا كثيرة، ركز بعضها على إجراء انتخابات مبكرة، ومحاربة الفساد والسلاح المنفلت.
ويعد إجراء انتخابات مبكرة من أبرز مطالب التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، الذي طالب بذلك قبل تشكيل حكومة السوداني من قبل “الإطار التنسيقي”، وقبل اعتزاله العمل السياسي منذ نحو عامين.
وفي 23 أبريل نيسان 2023، أكد السوداني أن “حكومته جاهزة لأي انتخابات مبكرة أو دورية، لكن ذلك يجب أن يسبقه قيام مجلس النواب بحل نفسه”.
الأطراف العراقية تريد تقويض خطط السوداني، خصوصًا بعد تحقيقه إنجازات على مستوى الخدمات وكذلك الاستقرار الاقتصادي، فهي تخشى استمراره، ما يمكنه من بناء قواعد شعبية أكبر، ولهذا فهي تريد أن تقوض ذلك حتى يكون منافسًا غير مؤثر على مقاعدها في الانتخابات المقبلة، تلك القوى تريد إجراء انتخابات البرلمان المبكرة نهاية السنة الحالية، وهذه الخطوة تأتي أيضًا من أجل عودة التيار الصدري للمشهد السياسي”.
وهناك فكرة طرحت خلال الأيام الماضية بإمكانية الذهاب نحو الانتخابات البرلمانية المبكرة، وهذا الأمر عليه انقسام سياسي كبير، وليس عليه أي توافق، فكل جهة لها رأيها ومبرراتها، واتخاذ خطوة كهذه يتطلب اتفاقا وتوافقا سياسيا يجمع كل القوى والأحزاب السياسية، ولا يمكن اتخاذ قرار كهذا بناء على رأي جهة سياسية.
تأكيد اعتزال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لن يدوم طويلا، والكل يعلم بذلك، ومؤكد هناك عودة قريبة للصدريين وبقوة للمشهد السياسي، ومؤكد باب العودة سيكون عبر انتخابات مجلس النواب المقبلة، والتي يسعى الصدر إلى السيطرة على البرلمان ليكون له يد عليا في البلاد.