شهد مجلس الأمن الدولي اليوم حالة جدل وخلاف عالمي جديد بسبب أحداث قطاع غزة، إذ استخدمت روسيا والصين حق الفيتو ضد مشروع قرار أمريكي بهذا الشأن.
وكان مشروع القرار الأمريكي ينص على “الحاجة الملحة إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار لحماية المدنيين من قبل جميع الأطراف (…) ويدعم بشكل قاطع الجهود الدبلوماسية الدولية الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار هذا بالتزامن مع إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين”.
ويرفض مشروع القرار أي إجراءات للاقتطاع من مساحة قطاع غزة، بما في ذلك من خلال إنشاء مناطق عازلة بشكل رسمي أو غير رسمي، ويدين الدعوات لتهجير سكان القطاع و”يرفض أية محاولات لإجراء تغييرات ديموغرافية أو إقليمية” فيه، بالإضافة إلى أنه “يطالب” حماس والجماعات المسلحة الأخرى بتوفير المساعدات الإنسانية وبشكل فوري لجميع الرهائن المتبقين.
واجتمع مجلس الأمن الدولي لمناقشة والتصويت على مشروع القرار الأمريكي الذي جرى تعديله أكثر من مرة، وينص على أن وقف إطلاق النار الفوري “ضروريًا”.
وجاء في القرار الذي وزعه دبلوماسيون أمريكيون، بحسب وسائل إعلام أمريكية: “يحدد مجلس الأمن ضرورة وقف إطلاق النار الفوري والمستدام لحماية المدنيين من جميع الأطراف، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الأساسية، وتخفيف حدة النزاع والمعاناة الإنسانية، ولتحقيق هذه الغاية ندعم بشكل لا لبس فيه الجهود الدبلوماسية الدولية الجارية لتأمين وقف إطلاق النار فيما يتعلق بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين”.
وكانت الدعوة إلى وقف إطلاق النار “الفوري والمستدام” في غزة أقوى بشكل ملحوظ من مشروع قرار مجلس الأمن الذي وزعته الولايات المتحدة في فبراير ، والذي دعا إلى وقف مؤقت لإطلاق النار “في أقرب وقت ممكن عمليًا”.
ومن ناحيتها، رفضت موسكو القرار، حيث قال فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة إن القرار مُسيَّس بشكل مبالغ فيه ويتضمن فعليًا منح الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية في رفح، وأضاف أن الغاية من القرار الأمريكي كسب الوقت وهدفه مسيّس كي تفلت إسرائيل من العقاب.
واعتبر نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي نص وثيقة مشروع القرار الأمريكي بمثابة “خداع أمريكي مألوف”، مؤكدًا أن موسكو لن تكون راضية “عن أي شيء لا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار”، موضحًا أن مشروع القرار كان يجب أن يتضمن “مطلبًا” أو “دعوة”، ولكن ليس فقط “تعريف الضرورة” لوقف إطلاق النار.
وتساءل بوليانسكي عن صياغة المسودة وقال: “ما الحتمية؟ لدي واجب أن أعطيك 100 دولار، ولكن.. إنها مجرد ضرورة، وليس 100 دولار”.
فيما ردت ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن بأن الفيتو الروسي “قرار دنيء لأنهم يريدوننا أن نفشل”.
وخلال الجلسة صوتت 11 دولة لصالح القرار، وامتنعت دولة واحدة عن التصويت، وعارضته الجزائر والصين وروسيا، وبينما بدأت المشاحنات الدبلوماسية في نيويورك، لا يزال فيه المفاوضون من إسرائيل وحماس ومصر وقطر والولايات المتحدة يحاولون التوصل إلى صفقة رهائن في الدوحة.