في ظل ما تشهده إسرائيل من حرب داخل قطاع غزة مستمرة منذ أكتوبر العام الماضي، وصل الأمر إلى ضربات متتالية يعاني منها إسرائيل بداية من تظاهرات ضد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء في الدولة العبرية، ومطالبات بالهدنة والإفراج عن الرهائن لدى حركة حماس، وصولاً إلى قيام عدد كبير من أفراد الجيش الإسرائيلي بالاستقالة نظرًا لاستمرار الحرب وتعرض الجنود للمزيد من الضغوطات.
ومؤخرًا أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، المقدم دانيال هاغاري، وعدد كبير من كبار المسؤولين في نظام المعلومات في الجيش الإسرائيلي، تقديم استقالات جماعية من الجيش احتجاجًا على سير الأمور العملياتية والشخصية، حيث أعلن عدد كبير من الضباط استقالتهم من الوحدة المسؤولة عن نظام المعلومات في الجيش الإسرائيلي.
من بين الأسماء التي أعلنت التقاعد كولونيل ريتشارد هيشت، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لشؤون الإعلام الأجنبي، والكولونيل شلوميت ميلر بوتبول الذي يعتبر الرجل الثاني في قسم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بعد هاغاري، قد قدم استقالته أيضًا، بالإضافة إلى عدد كبير من الضباط المسؤولين في قسم المعلومات بالجيش.
وسائل إعلام إسرائيلية قالت: إن موران كاتز رئيسة دائرة الاتصالات في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “ستترك وظيفتها”، وأن الاستقالات الجماعية ناتجة عن احتجاج الضباط على سير الأمور العملياتية والشخصية، وأوضحت أن الاستقالات “تعكس حالة الاضطراب” بوحدة المعلومات التي يديرها هاغاري.
موجة الاستقالات جاءت في أعقاب نشر هيئة البث الإسرائيلية تسجيلا صوتيا لأسيرين إسرائيليين في قطاع غزة قبل لحظات من مقتلهما على أيدي جنود الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ، وتستمر الحرب على قطاع غزة في يومها الـ 150، حيث يتواصل القصف على عدة مناطق بالقطاع وسط مجاعة باتت أمرًا واقعًا.
ويقول المحلل السياسي أيمن الرقب: إن عقب عملية طوفان الأقصي في السابع من أكتوبر الماضي، قرر عدد من قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ومن بينهم رئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي، الاستقالة من مناصبهم ويبحثون الموعد المناسب للإعلان عن ذلك، حيث يرى العديد من قادة الجيش إن ما حدث هو فشل واضحًا لهم، وبالتالي الاستقالات التي تحدث الآن هي نتاج لفشل الجيش الإسرائيلي استخباريًا، خاصة مع تسريب عدد من المحادثات الداخلية أو حتى فشلهم في الحفاظ على الأسرى.
وأضاف الرقب – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن حماس حتى الآن تنجح في العملية الاستخباراتية وهو ما يدل على الاستقالات الخاصة بالمتحدث الإعلامي وطاقمه، نظرًا لوضع إسرائيل حاليًا، خاصة وأنها أصبحت دولة بعيدة عن الجميع ولا يوجد لديها سوى الولايات المتحدة التي تدعمها، وكذلك حادث الطحين مؤخرًا، والذي هز العالم أجمع مع تنصل إسرائيلي كاذب لما حدث.
فشل استخباراتي.. موجه استقالات داخل وحده مهمة بالجيش الإسرائيلي
