على الرغم من عودة العلاقات السودانية الإيرانية، إلا أن السودان كان واضحًا بشكل كبير تجاه مطامع طهران في السيطرة على البحر الأحمر، وذلك بعدما سيطرت على الجهة الأخرى بمليشيات الحوثي التي تقوم بعمليات قرصنة متتالية منذ منتصف نوفمبر الماضي.
وتسعى إيران إلى التواجد في السودان بشكل دائم عن طريق إقامة قاعدة عسكرية لها، وذلك بعد عودة العلاقات مع السودان الذي به حرب مستمرة بلا هوادة، ما بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي والجيش السوداني بقيادة البرهان.
الجيش السوداني رفض طلب إيران السماح لها ببناء قاعدة على البحر الأحمر؛ لتجنب رد فعل الولايات المتحدة وإسرائيل، ومع ذلك إيران زودت الجيش السوداني بمسيرات، وعرضت تقديم سفينة حربية تحمل مروحيات إذا منح السودان الإذن لها بإقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر.
مسؤول سوداني أفاد بأن الإيرانيين أكدوا أنهم يريدون استخدام القاعدة لجمع المعلومات الاستخباراتية، لقد أرادوا أيضًا وضع سفن حربية هناك، ولكن الخرطوم رفضت الاقتراح الإيراني، لتجنب رد فعل الولايات المتحدة وإسرائيل.
وجود قاعدة على البحر الأحمر سيسمح لطهران بتشديد قبضتها على أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، حيث إنها “ستساعد الحوثيين في اليمن على شن هجمات على السفن التجارية”، ويسلط طلب إيران الضوء على “سعي القوى الإقليمية للاستفادة من الحرب الأهلية المستمرة منذ 10 أشهر في السودان للحصول على موطئ قدم في البلاد، التي تعد “مفترق طرق” استراتيجيًا بين الشرق الأوسط والصحراء الإفريقية الكبرى”.
وقد زار وزير الخارجية السوداني، العاصمة الإيرانية طهران في بداية شهر فبراير 2024، والتقى نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الذي تسلم المطالب السودانية وأرسلها إلى قادة الحرس الثوري الإيراني، لمناقشتها واتخاذ القرار بشأنها.
اتخذت العلاقات الإيرانية – السودانية منعطفًا سيئًا في مطلع عام 2016، بعد أن قامت حكومة “عمر البشير” الرئيس السوداني السابق، بقطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع طهران، تماشيًا مع قرار السعودية حينها قطع العلاقات مع إيران؛ على إثر اقتحام متظاهرين إيرانيين للسفارة الإيرانية في طهران.
ويقول الباحث السياسي السوداني محمد إلياس: إن ردة الفعل السودانية تجاه مطامع إيران واضحة للغاية ومنطقية، فالسودان حاليًا يعاني من حرب داخلية اقتربت من العام، ومع العودة لاستئناف العلاقات الكاملة مع إيران بات النظر لسياسات السودان من قِبل الولايات المتحدة واضحًا، وطهران تسعى إلى إيجاد حلفاء آخرين مثلما تفعل مع روسيا والصين.
وأضاف إلياس – في تصريحات خاصة لملفات عربي – أن منطقة البحر الأحمر ذات أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لإيران، لذلك تسعى إلى إيجاد الحلفاء والأصدقاء هناك، وبالتالي السودان هو رقعة جيدة للسيطرة على البحر الأحمر، كما أن تصدير الأسلحة الإيرانية إلى الجيش السوداني له مكاسب اقتصادية لطهران.