تشهد اليمن اليوم أكبر عملية تبادل أسرى منذ بداية النزاع المروع فيها قبل 6 أعوام، حيث أقلعت طائرات تحمل مئات السجناء من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين وأخرى للحكومة.
ووصلت منذ قليل طائرة للصليب الأحمر تحط في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين قادمة من “سيئون” على متنها 108 من المحتجزين، ومن المفترض أن تقلع طائرات أخرى من مطار صنعاء باتجاه مدينة “سيئون” الخاضعة لسيطرة الحكومة في وسط اليمن، مع مئات السجناء في صفوف الحوثيين باتجاه صنعاء، وكذلك مطار أبها في جنوبي السعودية.
وتتم تلك العملية الضخمة لتبادل الأسرى برعاية الأمم المتحدة وتنظيم لوجستي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث تشمل نحو 1080 أسيرا من بينهم سعوديون وسودانيون كانوا محتجزين لدى الحوثيين، بينهم 15 جنديا سعوديا و4 سودانيين، في إجراء لبناء الثقة يهدف إلى تنشيط محادثات السلام.
وتم التوصل لعملية التبادل بعد محادثات واسعة في سويسرا الشهر الماضي، والتي تعتبر الأكبر منذ بداية الصراع الدامي على السلطة اليمنية، ومن المنتظر أن تستمر لعدة أيام مقبلة، حيث ووافق الجانبان بمشاورات مسبقا في السويد في ديسمبر العام 2018 على تبادل 15 ألف أسير، وجرت عمليات تبادُل محدودة منذ التوقيع على الاتفاق.
وتعتبر اللجنة الدولية للصيب الأحمر هي الوسيط المحايد فيها، وتتولى تنفيذ العملية بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني والهلال الأحمر السعودي، معتبرة أن التبادل بارقة أمل في النزاع في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
ومنذ 2014، تشهد اليمن حربا أهلية ضخمة بين الحوثيين المدعومين من إيران وقطر، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، والتي تصاعدت حدتها مع انطلاق عاصفة الحزم بقيادة السعودية في مارس 2015.
وتسببت تلك الحرب في سقوط عشرات آلاف الأشخاص، بينهم العديد من المدنيين، ونزوح حوالي 3,3 مليون شخص، بينما يحتاج 24,1 مليون آخرون، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت عدة مرات أن اليمن تشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.
فيما أوردت وسائل إعلام رسمية أن المسلحين الحوثيين في اليمن أطلقوا سراح مواطنين أميركيين اثنين، بينما أرسلت عمان رحلتين جويتين إلى صنعاء لإعادة 250 يمنيًا من السلطنة ومن الخارج، امتثالاً للتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق.
بينما رحب مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين بإفراج الحوثيين عن المواطنين الأميركيين ساندرا لولي وميكايل جيدادا وقال: إنه سيتم أيضًا إعادة جثمان “بلال فطين”.
كما وجه “أوبراين” الشكر إلى سلطان عمان وكذلك العاهل السعودي “الملك سلمان” على مساعدتهما في الإفراج عن مواطني الولايات المتحدة، فضلاً عن توجيه وزارة الخارجية الأميركية شكرها للعاهل السعودي، وسلطان عُمان، بعد إطلاق سراح مواطنيْنِ أميركييْنِ احتجزهما الحوثيون في اليمن.
