ماذا استهدفت الضربات الأمريكية مواقع للحوثي في اليمن؟

منذ 19 نوفمبر في العام الماضي، بدأت مليشيات الحوثي عمليات القرصنة في البحر الأحمر ضد السفن التي تمر باتجاه إسرائيل وأوروبا، في تحد واضح وصريح ضد حركة التجارة العالمية وضد الولايات المتحدة الأمريكية، التي بدورها بدأت في حماية السفن التي تمر عبر مجرى البحر الأحمر في اتجاه قناة السويس.
وتقوم الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الحليف بريطانية بمهاجمة مليشيات الحوثي وضربها من قواعد متواجدة في البحر الأحمر لحماية السفن، ومؤخرًا ضربت القوات الأمريكية والبريطانية أهداف تابعة لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران في هجومًا يعد الثالث منذ بدء الأحداث.
وقد نشرت القيادة المركزية بالجيش الأمريكي، مساء السبت، صورًا للضربة التي شنتها ضد أهداف تابعة لمليشيات الحوثي في صنعاء، وظهرت في الصور لحظة إقلاع طائرات مقاتلة من على متن حاملات طائرات، بالإضافة إلى إطلاق بارجات حربية لصواريخ صوب الأهداف المحددة.
وقالت القيادة المركزية في تدوينتها: “كجزء من الجهود الدولية المستمرة للرد على تزايد أنشطة الحوثيين غير القانونية والمزعزعة للاستقرار في المنطقة، في 3 فبراير في حوالي الساعة 11:30 مساءً، بتوقيت صنعاء، نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية، إلى جانب القوات المسلحة البريطانية وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا، ضربات ضد 36 هدفًا للحوثيين في 13 موقعًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين المدعومة من إيران”.
وتابعت: “ركزت ضربات التحالف على أهداف في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وتستخدم لمهاجمة السفن التجارية الدولية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة. شملت هذه الأهداف العديد من مرافق التخزين تحت الأرض، والقيادة والسيطرة، وأنظمة الصواريخ، ومواقع تخزين وعمليات الطائرات بدون طيار، والرادارات، والمروحيات”.
وجاءت الهجمات الأمريكية عقب سلسلة ضربات أمريكية أحادية ضد أهداف مرتبطة بإيران في العراق وسوريا ردًا على مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين في هجوم بطائرة مسيرة في قاعدة بالأردن في 28 يناير.
ومن جانب مليشيات الحوثي، أعلنوا عبر وسائل إعلامهم، أن الضربات استهدفت ست محافظات يسيطرون عليها، وقالوا: إن “غارات أمريكا وبريطانيا استهدفت منطقتي النهدين وعطان جنوبي العاصمة صنعاء”.
قال صهيب ناصر الحميري المحلل السياسي: إن هذا هو ما جناه مليشيات الحوثي بوضع اليمن في فقرًا وجوعًا وبعدها حربًا ضد القوات الأمريكية والبريطانية، وكل هذا يصب في مصلحة إيران وليس الشعب اليمني، وإن ما يحدث بشكل كبير حاليًا هو معرفة العالم بخطورة مليشيات الحوثي التي تقوم خلال 9 سنوات بمحاولات قتل الشعب اليمني.
وأضاف الحميري – في تصريحات خاصة لملفات عربية -، أن مليشيات الحوثي لن تستطيع مجارة الحرب مع القوات الأمريكية والضربات تؤثر بالفعل على المليشيا التي هي أضعف بكثير، وعليها الآن تقبل الوضع ووقف القرصنة في البحر الأحمر التي تضر بمصالح التجارة العالمية وارتفاع الأسعار عالميًا.