منذ منتصف إبريل 2023 بدأت الحرب في السودان ما بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان؛ وهو ما أدى إلى أزمة كبرى وآلاف من القتلى في شوارع البلاد، إلى جانب نزوح الملايين من بيوتهم نحو الدول المجاورة أو البلدات التي تشهد نسبة أقل من الحرب.
السودان خلال ما يقرب من 10 أشهر شهدت مظاهر عديدة من عنف المليشيات أدت في النهاية إلى أن تتحول بلاد “سلة غذاء العالم” إلى بلاد بلا طعام وغذاء، وهناك الكثير من الشعب السودان يموت يوميًا من الجوع؛ نظرًا لنقص الغذاء بسبب الحرب العاصفة التي ضربت البلاد.
وآخر التطورات، ما أكده برنامج الغذاء العالمي حول تلقيه تقارير عن سودانيين يموتون جوعًا، مع تضاعف عدد الجائعين خلال العام الماضي جراء حرمان المدنيين من المساعدات بسبب الحرب المندلعة منذ أبريل.
حيث دعا البرنامج طرفي الحرب في السودان، وهما الجيش وقوات الدعم السريع، إلى تقديم ضمانات فورية لإيصال المساعدات الغذائية الإنسانية من دون عوائق للمناطق المتضررة من الصراع، ويعاني ما يقرب من 18 مليون شخص في أنحاء السودان من الجوع الحاد، كما يواجه أكثر من 5 ملايين شخص مستويات طارئة من الجوع في المناطق الأكثر تضررًا من الصراع.
وقال البرنامج – في بيان-: إنه تمكن من إيصال المساعدات إلى واحد فقط من كل 10 أشخاص في تلك المناطق، حيث أصبح من المستحيل تقريبًا على وكالات الإغاثة الوصول بسبب التهديدات الأمنية وحواجز الطرق وطلبات الرسوم والضرائب.
في نفس التوقيت.. انشغل طرفا الحرب بتبادل الاتهام بالإرهاب، إذ اتهم المتحدث الرسمي باسم الدعم السريع الفاتح قرشي، الجيش، بتلقي الدعم من دول إرهابية، وقال “قرشي”: إن تقارير دولية أثبتت أن الجيش السوداني حصل على طائرات من دون طيار مسيرات من دولة موسومة دوليًا بالإرهاب، وكان “قرشي” يرد على تصنيف لجنة فنية حكومية، محسوبة على الجيش، الدعم السريع بأنها تنظيم إرهابي. وعد محللون سياسيون تلك الخطوة محاولة من “الجيش للحصول على مكاسب فشل في تحقيقها عبر العمل العسكري”.
ويقول المحلل السياسي السوداني محمد إلياس: إن الأزمة حاليًا واضحة وهي ببساطة هناك طرفان متنازعان لا يران ما يحدث للشعب السوداني الذي يريد تحديد مصيره، وهناك الملايين يموتون يوميًا من الجوع وعدم وجود دواء وغذاء ومياه صالحة للشرب وهي أبسط حقوق المعيشة للإنسان، ولكن هناك حربًا تشهد على موت الشعب السوداني ما بين طرفان يمتلكهم العند.
وأضاف إلياس – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن السودان هي بطبيعتها بلدًا زراعية وكان الطعام شيئاً متداولاً، وحاليًا يقوم الأهالي بمخاطر من أجل قطعة خبز تكفي للعائلة، وكذلك هناك من يأكل أي شيء أمامه خوفًا من الموت جوعًا في ظل تصاعد الأزمة التي جعلت من السودان بلادًا غير صالحة للعيش.