يبدو أن الأوضاع في الصومال بدأت تخرج عن السيطرة، مع تزايد مطامع قطر وتركيا، وتفشي الفساد بالبلاد، وتمسك الرئيس “فرماجو” بمقعد الحكم دون الاكتراث بالكوارث الاقتصادية والمجتمعية التي تعاني منها بلاده، لتتخذ أميركا خطوة مثيرة للقلق في هذه الأثناء.
ويتجه الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” إلى سحب القوات الأميركية من الصومال، وفقًا لما نقلته وكالة “بلومبيرغ” الأميركية، عن مصادر بالبيت الأبيض، موضحة أن رغبة ترامب تلك جاءت بدافع الوفاء بتعهداته الانتخابية.
وسبق أن وعد “ترامب” الجنود الأميركيين بإعادتهم إلى الوطن، إلا أن المتمردين الموالين للقاعدة لا يزالون يهاجمون الصومال.
ووجه الرئيس الأميركي وزارة الدفاع بصياغة خُطّته وشملت المناقشات مستشار الأمن القومي “روبرت أوبراين”، ووزير الدفاع “مارك إسبر”، ورئيس الأركان المشتركة “مارك ميلي”.
ورغم ذلك، إلا أن رغبة ترامب بإخراج القوات الأميركية تسببت في رد فعل سلبي بين أفراد الإدارة الأميركية، كونهم يرون أن الحكومة الصومالية لا تمتلك القدرة الكافية على التحكم بزمام الأمور في البلاد.
من بينهم المستشار السابق لمندوب واشنطن الدائم لدى الأمم المتحدة، “كولين توماس جينسين” الذي قال إنه: “إذا خفضت الولايات المتحدة بشكل كبير تواجدها العسكري في الصومال، فستتأثر سيطرة الحكومة الصومالية الضعيفة بالفعل على الأمن في البلاد بشكل كبير”، معتبرًا أن قرار “ترامب” ستستفيد منه حركة “الشباب” الإرهابية في الصومال.
لدى الولايات المتحدة حوالي 700 جندي في الصومال، معظمهم من القوات الخاصة يساعدون في تدريب الجيش الصومالي، وأُرسل معظمهم إلى الصومال خلال رئاسة ترامب.
وخلال بداية التسعينيات، سبق أن أرسلت واشنطن نحو 30 ألف جندي إلى العاصمة، مقديشو، تحت مظلة الأمم المتحدة، أثناء فترة الجفاف؛ بدافع التدخل الإنساني وقتها لمواجهة الجفاف والمجاعة، ليلقى بعضهم مقتلهم ويتم تدمير الأسلحة وغيرها.
وفي إبريل 2019، وقع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، مرسومًا رئاسيًا بإعلان حالة طوارئ وطنية متعلقة بالصومال، لمدة عام، معلنًا أن حركة “الشباب” الصومالية تُعَد “تهديدًا غير عادي وغير طبيعي” على الولايات المتحدة.