هجمات الحوثي التي بدأت في شهر نوفمبر من العام الماضي كانت كفيلة بأن تضع المنطقة في أزمات مستمرة منذ ما يقرب من شهرين، حيث بدأت مجموعة حارس الازدهار في محاولة حماية السفن التي تمر في البحر الأحمر من قرصنة ميليشيا الحوثي الإرهابية.
هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أثرت على حركة الملاحة بشكل عام، ومن ضمن الدول التي تأثرت كانت دول الخليج ومعهم مصر، وأدت إلى تراجع حاد في الإيرادات بعد الهجمات التي شنها الحوثيون باليمن على سفن الشحن.
وبزيادة عدد هجمات “الحوثيين”، وإطلاقهم صواريخ ومسيّرات ضد أهداف تجارية في البحر الأحمر، مبررين أفعالهم بأنها من أجل الضغط على كل من إسرائيل والولايات المتحدة، بدعوى الرد على الانتهاكات الإسرائيلية على أهالي غزة.
وتطورت أعمال القرصنة ونشطت بشكل كبير على ساحل البحر الأحمر نتيجة لسوء الأحوال الاقتصادية والوضع المعقد في منطقة القرن الإفريقي، فالقرصنة كانت عملًا فرديًا إلى أن تطورت لتصبح جماعية من خلال تَدَخُّل دول وجماعات مختلفة، من أجل تعطيل حركة السفن والتجارة البحرية في منطقة البحر الأحمر.
ويقول منيف بن نايف الملافخ، أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي، إنه لا شك أن استمرار الضربات الأميركية والبريطانية وما يسمى بالتحالف ضد جماعة الحوثي خلق نوعاً من التصاعد في الأزمة، وبالتالي انعكس على الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب وتضرر طرق التجارة العالمية والبحر الأحمر يعبر من خلاله ما يقارب 15% من حجم التجارة العالمية وتحول السفن وشركات النقل العملاقة إلى رأس الرجاء الصالح سيرفع من أسعار التأمين والبضائع، وينعكس ذلك على المستهلك العالمي والدول العربية المطلة على البحر الأحمر تستفيد من مرور السفن التجارية، وجمهورية مصر العربية والرسوم التي تعود على مصر بالفائدة من عبور قناة السويس وهو جزء كبير من الدخل القومي المصري، وكل هذه التوترات في اعتقادي هي نتيجة لما يحدث في غزة والقصف الإسرائيلي المستمر منذ 3 أشهر.
وأضاف الملافخ في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن كل هذه المشاكل التي سببتها الحرب الإسرائيلية انعكست على المنطقة والإقليم العربي بشكل عام، وتزايدت الصراعات وأصبحت منطقة للتدخل الدولي، وما نشهده اليوم لن يتوقف إلا بإيقاف حرب غزة وتحقيق حلم فلسطين بدولة مستقلة، والتحالف الدولي جاء بحجة أنه سيحمي السفن والحوثيين، يستهدفون السفن في البحر الأحمر وأصبحت الأمور متأرجحة والحوثيون مدعومون من إيران.
وإيران معروف مصالحها وأهدافها في المنطقة، وتستغل هذا الوضع لتحقيق أجندة معينة، والولايات المتحدة تحاول أن تحتوي التصاعد في المنطقة، ولكنها في الوقت نفسه تؤيد إسرائيل وتعطي الضوء الأخضر لإبادة وتهجير الشعب الفلسطيني.