أزمات يعاني منها المواطن اليمني في بلاده بعد اختطافها منذ 9 سنوات على أيدي ميليشيا الحوثي المدعومة من طهران، حيث بات سكان اليمن يعانون الجوع والفقر، وبات الوضع أشبه بكارثي ويزداد بشكل يومي بعدما قامت ميليشيا الحوثي بعمليات قرصنة على السفن التي تمر عبر باب المندب في البحر الأحمر.
وصباح الجمعة الماضي استيقظ السكان على الغارات الأميركية- البريطانية عاد بعضهم إلى النوم مجدداً، وبعضهم سهر لمتابعة الأخبار ومعرفة التطورات، في ظل أن ميليشيا الحوثي باتت تهديداً للعالم أجمع وتهدد التجارة العالمية.
وعلى الرغم من أن عملية السلام قاربت من الفشل إثر العمليات الحوثية التي قد لا تتم بسبب عمليات القرصنة، وهو ما يؤدي إلى إفشال خارطة الطريق التي أعلنت عنها الأمم المتحدة، والتي كان يتوقع خروجها إلى النور قريباً، حيث ينتظر منها أن تبدأ بتخفيف أثر الحرب وأزماتها الممتدة على مدار تسعة أعوام، إلا أن هذه التطورات تعني إنهاء تلك الآمال، حالياً على الأقل.
في نفس الوقت لم تحظَ الحشود الحوثية التي تنظمها الجماعة في الميادين العامة بزيادة في أعداد المشاركين فيها، واقتصرت على أنصار الجماعة الذين تعودت جمعهم في مناسباتها الاحتفالية، وأغلبها ذات طابع طائفي، لكن حدة الخطاب الحوثي وحماس أنصاره ارتفعا بعد تلك الضربات، فهذه فرصة لمزيد من التبجح.
مظاهر القلق بدت على الناس وتمثلت في مساعي كثير منهم إلى توفير احتياجاتهم من السلع الأساسية والضرورية، وشهدت متاجر المواد الغذائية ازدحاماً، بينما تراصت السيارات أمام محطات الوقود للتزود بأكبر كمية منه مع توقعات بانقطاعه أو توقفه.
وحاولت الجماعة الحوثية إظهار تماسكها، ليس فقط على المستوى العسكري والخطابي، بل وعلى المستوى الاقتصادي أيضاً، من خلال بث رسائل بتوفر المواد الأساسية والوقود، وإن كانت لم تفعل ذلك بشكل رسمي، لكنها سربت معلومات عن توفر كميات كبيرة في المخازن وموانئ الحديدة عبر ناشطين تابعين لها.
ويقول الباحث السياسي اليمني مرزوق الصيادي: إن المواطنين في صنعاء يعانون بشدة من تداعيات ما تقوم به الميليشيات الإرهابية في البحر الأحمر، وبعض اليمنيين تعودوا على الحروب وأزمات المواد الضرورية لحياتهم، وتوفرت لديهم قناعة بأنهم سيعيشون رغم كل تلك الصعوبات، بينما البعض الآخر أو الغالبية منهم، ليس في جيوبهم أو أرصدتهم ما يكفي للتعامل مع أيّ أزمات طارئة، وهو ما يؤدي إلى أزمات مستمرة.
وأضاف الصيادي في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن الغضب الشعبي تجاه الممارسات الحوثية يتصاعد باستمرار، وتأتي الضربات الأميركية البريطانية لتتسبب في خفوت الصوت المناهض للجماعة، وظهر ذلك من خلال مواقف عدد من الناشطين والشخصيات الاجتماعية التي اصطدمت خلال الأسابيع الماضية بالجماعة، وتعرضت للتخوين والتهديدات.