تسارعت التطوُّرات الأمنية في منطقة الساحل الإفريقي في العام الماضي 2023، منذ انقلاب النيجر الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم في يوليو من العام الماضي، الأمر الذي جعل المنطقة على صفيح ساخن وتتصاعد هشاشتها الأمنية بوتيرة كبيرة.
وتواجه النيجر عمليات إرهابية كثيرة منذ الانقلاب الذي حدث في البلاد، وبات الوضع مثيراً للمجموعات الإرهابية التي انتقلت إلى القارة الإفريقية لتنفيذ عملياتها الإرهابية، وصباح الأربعاء 9 أغسطس، شهدت ولاية “تيلابير” في المثلث الحدودي الملتهب بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي، عمليات إرهابية كبرى ضد الجيش النيجيري وذلك للضغط على الحكومة لتطلق سراح 16 من عناصرها.
ومنذ الانقلاب العسكري، بدأ تنظيم القاعدة، الذي بسط سيطرته على مناطق واسعة في مالي وبوركينافاسو يقترب شيئا فشيئا من الحدود النيجرية التي يشاركه النشاط فيها غريمه تنظيم داعش.
ومنذ حوالي 10 سنوات تواجه النيجر، كنظيراتها من الدول المجاورة مثل مالي وبوركينا فاسو وتشاد ونيجيريا، هجمات إرهابية من جماعات متطرفة منها القاعدة التي تركز على القطاع الغربي الشمالي من النيجر.
ومع تزايد نشاط الجماعات الإرهابية في النيجر حاول الجيش في البلد الإفريقي تحييد مخاطر تلك العناصر، فشن ضدها ضربات عسكرية، أوجعتها في مناطق عدة، وعلى الرغم من أن الضربات العسكرية جعلت تلك العناصر تعيش حالة من الفوضى وتبحث عن ملجأ، لكنها لا تزال تخطط لشن هجمات ضد ثلاثة مواقع لقوات الأمن في منطقة “تيلابيري الشاسعة”.
إلا أن الجيش النيجيري صد بقوة هجوما إرهابيا شنته مجموعة عناصر، ليل 5 إلى 6 يناير الجاري نحو الساعة 19,00 بالتوقيت المحلي، بحسب بيان صادر عن المجلس الوطني لحماية الوطن النظام العسكري النيجري.
واستهدف هذا الهجوم موقعا عسكريا في تياوا بمنطقة تيلابيري القريبة من بوركينا فاسو، بحسب البيان الذي جاء عبر التلفزيون العام، وجاء فيه أنه في أعقاب هذه العملية نُفِّذت ضربات جوية نحو الساعة 20,30 ضد مجموعة إرهابية مسلحة على دراجات نارية، وفي مركبات كانت متجهة نحو الموقع العسكري في تياوا.
وتابع البيان أنه خلال عملية بحث في المنطقة، السبت، عثرت دورية عسكرية على ضحايا مدنيين في مكان الغارة»، دون تقديم حصيلة.
لكن النظام العسكري أكد أن الترتيبات اللازمة اتُخِذت لتقديم المساعدة للجرحى الذين نُقلوا إلى مركز صحي.